أنت في أقدر الله

اعلم أن كل ما يجري في العالم من حركة وسكون ، خير وشر ، نفع وضر ، إيمان وكفر ، وطاعة ومعصية ، فكل بقضاء الله وقدرة ، وكذلك فلا طائر يطير بجناحيه ، ولا حيوان يدب على بطنه ورجليه ولا تطن بعوضة ، ولا تسقط ورقة إلا بقضائه وقدره ، وإرادته ومشيئته .
وعلم أن كل ما قضاه الله تعالى وقدره فهو كائن لا محالة ، بما في ذلك مرضك ، فسلم لله واحمد الله واطلب منه المغفرة والرحمة ، فإن تعسر شيء فبتقديره ، وإن اتفق شيء فبتيسيره ، وما أدراك لعل الخير كله لك .
قال الشاعر :
يا مـــن تحُــل بذكـــره ..... عٌقد النوائب والشدائد
يا من إليــه المشتكـــى ..... وإليه أمر الخلق عائد
أنت الرقيب على العباد ..... وأنت في الملكوت واحد
أنت المعز لمن أطاعك ..... والمذل لكل جاحد
إني دعـوتك والهمــوم ..... جيوشها نحوي تطارد
فا فرج بحولك كربتي ..... يا من له حسن العوائد
أنت الميسر والمسبب ..... والمسهل والمساعد
يسر لنا فــرجأً قـريباً ..... يا إلهي لا تباعد
كن راحمي فلقد يئست ..... من الأقارب والأباعد


أخي الحبيب ، استشعر معي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليبتلي المؤمن البلاء وما يبتليه به إلا لكرامته عليه أن الله قد أنزله منزلة لم يبلغها بشيء من عمله ، فيبتليه من البلاء ما يبلغه تلك الدرجة ) وليكن عزاؤك أن الله تعالى إن اختار لك طريق البلاء فقد اختار لك الطريق الأنبياء .
وبعد هذه الكلمات ، ألا تحس براحة في قلبك ؟ ألا ترى بلسماً من العافية قد غمر جوارحك ؟ ألا تستمع إلى أجراس هذه الكلمات الدافئة في جسدك ؟ .
فالهموم والغموم والبلايا والأمراض إما ثواب مدخر ، أو تطهير من ذنب ، أو تنبيه من غفلة ، أو تعريف لقدر نعمة ، فاترك مقادير الأمور لله يصرفها كيف يشاء ، ولن يضيعك الله أبدا ، فعدله دقيق وكرمه فياض ، ورحمته واسعة ، فأين تذهب وأنت في ملكه سبحانه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله الف خير

__________________
00000000