باشر الغواص سعيد محمد سلطان آل سالم 47 حادث غرق في منطقة عسير خلال الـ 8 سنوات الماضية وتمكن من إنقاذ حالة واحدة لمسن في محافظة أحد رفيدة حيث تم انتقاله الى موقع الحادث في اقل من دقيقتين واستخرج الغريق وهو على قيد الحياة وعملت له على الفور الإسعافات الأولية وتم نقله للمستشفى حيث شفي – بإرادة الله - بعد يومين ولازال حي يرزق .
الغواص سعيد القحطاني يتحث لشبكة قحطان
وشدد آل سالم في
لقاء خاص وحصري لشبكة قحطان على أهمية معرفة أن الحد الأقصى لبقاء الغريق على قيد الحياة -بقدرة الله - أربع دقائق وفي المقابل فالمدة ليست كافية لانتقال فرق الإنقاذ إلى مكان الحادث ، والغريق يصل إلى مرحلة انعدام الأكسجين "المرحلة الحرجة"وهو ما يعرف عند الأطباء الشرعيين بالسفكسيا وفي حالة استخراج الغريق قبل الوفاة فيعمل له إنعاش قلبي ورئوي ويعطى أكسجين على الفور.
يقول الغواص آل سالم أنه بدأ في تعلم السباحة في إحدى أبار قرية آل بلحي من محافظة سراة عبيدة قبل 22 عاماً ومن ثم انتقل للمسابح العامة حيث اكتشف موهبته مدرب السباحة في ناد خاص ونصحه بتعلم أصول المهنة .
ويضيف :التحقت بأحد أندية المنطقة كلاعب سباحه وحققت البعض من البطولات على مستوى عسير ومن ثم بوظيفة عسكرية في الدفاع المدني حيث رشحت لدورة ضفادع صقلت موهبتي في الغطس وعلمتني الكثير من فنونه وكان لأربع دورات نظمها الاتحاد الدولي للغوص ونفذت في منطقة عمق على ساحل البحر أثر بارز في زيادة مهارة الغوص والإنقاذ .
ويعترف الغواص سعيد
لشبكة قحطان بأنه يواجه الكثير من المصاعب وأهمها العامل النفسي فعند الانتقال الى الحادث يفكر ما تحت تلك المياه من اخطار خصوصا عندما تكون المياه ملوثة وعمق الآبار في منطقة عسير وسدودها التي يغلب على مياهها عدم وضوح الرؤية إضافة إلى وجود الأشجار و الصخور والطمي الذي يحول دون انتشال الجثث ويساهم في إعاقة عملهم ولازال يتذكر حادثة زميل له انتشل غريقاً من إحدى آبار بيشة وحال خروجهم من البئر انهارت بالكامل
بعد أن أنجز مهمة مع زملائه
ويروي آل سالم حادثة طريفة ففي شهر رمضان من عام 1418هـ تلقى بلاغاً يفيد بسقوط مسن في بئر وعند انتقاله إلى موقع الحادث فوجئ بصغر فوهة البئر و عمقها و ارتدى ملابس الغوص ونزل 18 مترا قبل أن يصل إلى سطح الماء الذي كان بعمق16 مترا ، وذكر الله كثيراً ونزل وهو يرتجف خوفاً وبمساعدة أحد زملائه تشجع هذه المرة، ونزل ببطء وعند اقترابه من قاع البئر وسط الظلام الدامس رأى نوراً يشع من قاع البئر، ازداد فزعه وعاد إلى سطح الماء ، وتسأل عن سر هذا النور المنبعث من القاع وطلب دعم احد الغواصين الذي واجه معه حرجاً شديداً في إخباره بما رأى لأنه ليس من المعقول أن يـذكر ما رآه فلن يصــدقوه! ونزل الغواصان وهما متماسكان بالأيدي وحال اقترابهما من الضوء المشع شاهد زميليه ما شاهد فتوقف الآخر وصعد إلى سطح الماء ولحق به آل سالم وطلبا من زملائهم حبلين ليربطا جسميهما به ووثق الرباط وعادا مره اخرى ولكن الشعاع أقل توهجاً واستطاعا قلب الجثة وكانت المفاجأة وجود مصباح كهربائي من المقاوم للماء تحت ثوب المتوفى الذي يرتدي ثوباً ابيضاً و المصباح مصدر التوهج وتم انتشال الجثة والمصباح ليثبت لزملائه أنه على حق في تردده عن الغوص .
في أعماق البحر
ويعترف الغواص آل سالم أنه اعتذر عن الغوص في مرات كثيرة وخصوصاً عندما تكون هناك سيول جارفة مؤكداً في ذات السياق أن لكل إنسان طاقه .
وأصبح آل سالم حاليا مدربا للغوص وتخرج على يديه 6 دورات رسميه في كل دورة 20 فرداً تعلموا منه أصول السباحة والغوص.
في مهمة تدريب
وامتدح التدريب في البحر وعلى أعماق تتراوح بين 40 - 50 مترا حيث المياه الصافية ، والكائنات البحرية التي لا تمل من مشاهدتها .
ويستطرد آل سالم في حديث الذكريات فيقول: عندما تخرجت وباشرت أول حادث في مركز وادي بن هشبل التابع لمحافظة خميس مشيط ، كنت متحمساً، وفجئت بتلك البئر الممتلئة بالمياه المعكرة بمياه السيل التي طمرتها بما تحمل من أتربة وسماد أغنام تغطي سطح الماء بأكثر من 10 سم ، الظلام الدامس يخيم على الماء، ولم تعد المصابيح المضادة للماء المشحونة سلفاً قادرة على إيضاح الرؤية في الأعماق لشدة تلوث البئر ، غامرت واعتقدت وأنا أرفع كيسا من البلاستيك أنه الجثة و حاولت مرة أخرى وأحضرت موتور رفع ماء كان قد طمرته المياه في القاع ومحاولة ثالثة وفيها نجحت في استخراج الجثة ، لهذه التجارب دور في صقل الموهبة وأنا أكد لطلابي أن المكان الحقيقي لصق الخبرة هي الآبار وليست المسابح لكي لا يفاجئون بما فجئت به .
يشرف على تدريب زملاء المهنة
ويؤكد آل سالم أنه تنتابه نوبات من الحزن حينما يستخرج جثة وخصوصا الأطفال وأسهل حالات الانتشال هي عادة ما تكون متوفاة في خزان مياه أو مسابح عامة عادية وأصعب حالة مرت به هي استخراج عائله من خمسة أفراد سقطت بهم سيارتهم داخل بئر ولقوا حتفهم جميعا .
ويستذكر الغواص آل سالم حادث سد تندحه بمحافظة الخميس فيقول : كان وقت البلاغ الساعة الواحدة صباحا والحادث سقوط سيارة بها شخصين داخل السد فلما رأيت السد ممتلئ والليل شارف على الانتصاف والرؤية متدنية ، دلفت الماء مع مجموعه من الغواصين وعثرنا على السيارة بسرعة وتم قطرها بتوصيلات من الحديد المبروم وكانت المفاجأة عدم وجود الأشخاص بها ، كثفنا البحث وعثرنا على الأولى قبيل الفجر أما الثانية فبعد طلوع الشمس على بعد 200 م من مكان سقوط السيارة .
ويؤكد الغواص آل سالم
لشبكة قحطان أنه حصل على شهادات يفتخر بها من مدير عام الدفاع المدني على جهوده و 12 شهادة من مدير الدفاع المدني بمنطقة عسير و مشاهد الشكر والتقدير من مدير الدفاع المدني في أحد رفيدة المقدم سعيد بن صالح القحطاني والذي له الفضل الكبير بعد الله في نجاحه ووصوله إلى هذا المستوى . وكرم بمكافئة راتبين كاملين في إحدى الحوادث و رفعت له إدارته بطلب منحه نوط الإنقاذ . و قد منح أربعة أنواط مختلفة.
وطالب الغواص بالمحافظة على الثروة البحرية وبالذات الشعب المرجانية ونصح بعدم العبث بها والمحافظة عليها فهي تجمل الشواطئ مؤكداً أنه في حالة كسر أحداها فإنها تأخذ وقتاً كبيراً حتى تعود إلى شكلها الجمالي الممتع وقد تستغرق من عشرين الى ثلاثين عاما وناشد الجميع المحافظة على شواطئنا ونظافتها من المخلفات .