
دين ودنيا---ما حكم قول أمانة -
ما حكم قول أمانة -
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد ابن عبد الله نبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيرا. (ما حكم قول أمانة افعل كذا. وامانة لا تفعل كذا). لا يجوز لفظ أمانة في
مثل هذه المواضيع لانها بمعنى القسم والالتزام. ولا يجوز تحليف الناس بالامانة كأن يقال. أمانة افعلوا كذا لقول سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام. من حلف بالامانة فليس منا (رواه الامام احمد وابو داوود) وقاله "الألباني صحيح"وسئلت اللجنة الدائمة للجون العلمية والافتاء سؤال ما حكم ان اراد رجلا ان يشتري من تاجر سلعة فأعطاه ثلاثة انواع منها وقال له الرجل أمانة ان تخبري عن الافضل من بين هذة السلع !! فقال التاجر بالأمانة هذا هو الأفضل. وكلا الرجليين لم يقصد قسماً ويميناً. وانما قصدهما "ائتمان" احدهما الآخر في اخبار الحقيقة. فأجابت اللجنة. اذا لم يكن احدهما يقصد بقوله بالأمانة الحلف بغير الله وانما اراد بذلك ائتمان اخيه في ان يخبرة بالحقيقة فلا شيء بذلك مطلقاً. "لكن" ينبغي ألا يعبر باللفظ الذي ظاهرة الحلف بالأمانة. أما اذا كان القصد بذلك الحلف بالأمانة فهو حلف بغير الله والحلف بغير الله شرك اصغر والعياذ بالله. ومن أكبر الكبائر لما روى عمر بن الخطاب رضي الله عنة قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. من حلف بغير الله فقد كفر او شرك وقال ايضاً من حلف بالأمانة ليس منا. وقال ابن مسعود رضي الله عنه لأنّ احلف بالله كذباً احب الي من ان احلف بغيره صادقاً. والله أعلى اعلم. (الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم) عضو مكتب الدعوة والارشاد. نفعنا الله واياكم بما هو خير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وَاْلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا - اقتباس: رجائي بالله
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته قال تعالى (وَاْلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اْللهَ لَمَعَ اْلمُحْسِنينَ) سورة العنكبوت اية 69
والجهاد المقصود هو جهاد النفس على الطاعة وجهادها للبعد عن المعصية فمن يجاهد نفسه حق الجهاد في معرفة الحق ويتبعه ومعرفة الباطل ويجتنبه فإن الله عز وجل يهديه طريقه سبحانه ويكون معه وذلك بقوله في الأية السابقة يقول الحسن البصري رحمه الله : رحم الله امرءا عرض نفسه وعمله على كتاب الله ،فإن وافق كتاب الله حمدالله وسأله المزيد ، وإن خالف أعتب نفسه وحاسبها ورجع من قريب وقال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (الحج:78) قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) آل عمران:102 قال الامام بن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد: وأمرهم أن يُجاهدوا فيه حقَّ جهاده، كما أمرهم أن يتَّقوه حقَّ تُقاته، وكما أن حقَّ تُقاته أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكَرَ فلا يُنسى، ويُشكَر فلا يُكفر،فحقُّ جهاده أن يُجاهِدَ العبد نفسَه لِيُسْلِم قلبه ولِسانه وجوارِحه للهِ فيكون كُلُّه لله، وباللهِ، لا لنفسِه، ولا بنفسه، ويُجاهدَ شيطانه بتكذِيبِ وعدِهِ،ومعصيةِ أمرهِ، وارتكابِ نهيه، فإنه يَعِدُ الأمانِىَّ، ويُمَنِّى الغُرورَ، ويَعِدُ الفقَر، ويأمرُ بالفحشاء، وينهى عن التُّقى والهُدى، والعِفة والصبرِ، وأخلاقِ الإيمان كُلِّهَا، فجاهده بتكذِيبِ وعده، ومعصيةِ أمره، فينشأُ له من هذين الجهادين قوةٌ وسلطان، وعُدَّة يُجاهد بها أعداءَ اللهِ في الخارج بقلبه ولسانه ويده ومالِه، لتِكونَ كلمةُ الله هي العليا
القضاء والقدر والمصيبة - اقتباس: طاعتي لله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإن الباعث على كتابة هذه الكلمة هو تعريف عامة المسلمين بمعتقد القضاء والقدر بأسلوب مبسط مختصر. القضاء لغة:
الحكم والفصل ، وشرعاً : هو ما قضى به الله سبحانه وتعالى في خلقه من إيجاد أو إعدام أو تغيير ، والقدر : مصدر قدرت الشيء أقدره إذا أحطت بمقداره ، والقدر في الشرع : هو ما قدره الله تعالى في الأزل ، أن يكون في خلقه بناء على علمه السابق بذلك ، والفرق بين القضاء والقدر أن القدر : هو تقدير لشيء قبل قضائه . والقضاء هو الفراغ من الشيء فالقدر بمنزلة تقدير الخياط للثوب فهو قبل أن يفصله يقدره فيزيد وينقص فإذا فصله فقد قضاه وفرغ منه وفاته التقدير ، وعلى هذا يكون القدر سابقاً للقضاء ، والقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر ، والآخر بمنزلة البناء ، وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه ، والله قد قدر الأشياء في الأزل ، وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة ، وعلى صفات مخصوصة ، وقد كتب الله تلك المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكل ما كتبه الله قد أراده وشاءه ، وكل شيء خلقه الله على ما قدره وشاءه فلا يكون في ملك الله إلا ما أراد ،والله قد خلق الإنسان وجعل فيه إرادة وقدرة لكي يستطيع فعل الأشياء ، والمعاصي والطاعات تصدر عن إرادة الإنسان وقدرته ،وما صدر عن المخلوق فهو مخلوق فالمعاصي مخلوقة ، والطاعات مخلوقة فلا يحتج أحد بالقدر على فعل المعاصي ،فمعني أن الله قد قدر المعصية أن الله علم في الأزل أن هذا الإنسان سيقع منه هذه المعصية التي صدرت عن إرادته فكتب ذلك وأراد ذلك فالله قدر وقوع المعصية أي علم علم غيب بوقوع المعصية من الإنسان فكتب ذلك وأراد ذلك فليس في ذلك جبر على فعل المعصية ففعل الإنسان المعصية فعل باختياره لم يجبره أحد على فعلها ،وهي صادرة عن إرادته فلماذا أراد المعصية ؟ والتسجيل الشامل للأشياء والأحداث قبل وقوعها لا ينافي الاجتهاد في العمل واتخاذ الأسباب فإن الله كما كتب المسببات كتب الأسباب ، وكما قدر النتائج ، قدر المقدمات فالأخذ بالأسباب لا ينافي القدر بل هو من القدر أيضاً ،ولا حجة لأحد على المعصية بأن الله قدرها عليه؛ لأن الله لم يجبره على المعصية ، والإنسان حين أقدم على المعصية لم يكن لديه العلم بأنها مقدرة عليه ؛ لأن الإنسان لا يعلم بالمقدر إلا بعد وقوع الشيء ، فلماذا لم يقدر قبل أن يفعل المعصية أن الله قدر له الطاعة فيقوم بطاعته؟! وكما أنه في أمور الدنيا يسعى لما يرى أن فيه خيراً ويهرب مما يرى فيه شراً ، فمن المعلوم أنه لو عرض على الإنسان من أعمال الدنيا مشروعان أحدهما يرى لنفسه الخير فيه ، والثاني يرى لنفسه الشر فيه ، من المعلوم أنه يختار المشروع الأول الذي هو مشروع الخير ولا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال أن يختار المشروع الثاني ،وهو مشروع الشر ، فلماذا لا يعامل الإنسان نفسه هذه المعاملة في عمل الآخرة ؟! ونقول لمن يحتج بالقدر على فعل المعاصي ألا تعلم أن الله قد قدر لك الحياة ؟ يقول بلى نقول له إذا مادام الله قدر لك الحياة فلم تأكل ؟ يقول حتى لا أموت نقول له إذاً إيمانك بأن الله قد كتب لك الحياة لم يجعلك تتخلف عن فعل ما يكون سببا في بقائها ،وإذا قلت له مادام الله قد قدر أن يولد لك ولد فسوف يكون لك ولد فلا داعي للزواج يقول أنت مجنون إن الزواج سبب في إنجاب الولد إذا الإيمان بالقدر لا يمنع الإتيان بالأسباب للحصول على النتائج فإذا كتب الله الجنة على العبد فلابد للعبد من الإتيان بأسباب دخول الجنة ،ومن أراد الجنة سعى إلى ما يكون سببا في دخولها ،وإذا لم يرد العبد النار سعى إلى ما يمنعه من دخولها ، فالله جعل العبد مختاراً ليس مجبوراً ، فالقول بالجبر لا يستقيم مع الإيمان بالقدر ؛ لأن الإيمان بالقدر إيمان معه الإيمان بأن العبد مختار ،وليس بمجبر فكيف يكلف الله المجبر ؟!!! فالقول بالجبر قدح في الله ،ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الرضا واليقين فمادام كل شيء بقدر الله فلابد من الرضا واليقين ؛ لأن الله لا يقدر إلا خيراً ، فإذا قدر الله على العبد مصيبة فهو يريد منه الصبر فإذا كان مؤمناً بقضاء الله وقدره فليصبر على أقدار الله المؤلمة فالصبر من الإيمان فإن لم يصبر فكيف يقول أنه مؤمن ؟ فمن حكم تقدير الله للمصائب والمحن إظهار صادق التوكل ومحسن التفويض من المتسخط الذي لا يكف جوارحه عن الوقوع فيما حرم الله كرفع الصوت عند المصيبة وشكوى الله إلى الناس ،ومن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر الاستغناء بالخالق عن المخلوق ؛ لأن كل شيء يصيبك من خير وشر إنما هو تقدير الله ،والمخلوق ليس إلا واسطة هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.