المناسبة: بلغني أن احد أصدقائي وأحبائي أصيب بوفاة إبنته " علياء" والله تعالى أسأل أن يعظم الاجر وأن يحسن
عزاء والديها وأن يجعل الفقيدة فرطاً وشفيعاً لوالديهاوأن يلهمهما الصبر والسلوان وجميع ذوي الفقيدة إنا لله وإنا إليه راجعون
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.
وبعد : حين جاءني الخبر كتبت هذه الأبيات على البديهة وها انا أنقلها لكم
قلتُ:
مابالُ قلبكَ يا مسكينُ منكسرُ
مابالُ دمعكَ في الخدينِ ينحدرُ
مابالُ أيامكَ البيض الكرام غدت
سوداً وليسَ بها شمسٌ ولا قمرُ
فقالَ والحزنُ يكسوهُ ويكنفهُ
سهمُ المنيّةِ لا يبقي ولا يذرُ
أصابَ روحي وقلبي من تمكُّنهِ
حتى كأني أرى الأكوانَ تحتضرُ
***
ياشمعةً كم أضاءت قلبَ والدها
ياغرةً في جبينِ السعدِ تشتهرُ
ياقلبَ والدها يا روحَ والدها
يا أنسَهُ إن أتاهُ الضيقُ والكدرُ
أتتركينَ أباكِ إيهِ يا أملي
في هذهِ الدارُ لا سمعٌ ولا بصرُ
ليتَ الليالي التي من عمرنا بقيت
كانت لكِ وكساها البشرُ والزَّهَرُ
مرارةُ البعدِ يا علياءُ تفتكُ بي
وحرقةُ الشوقِ في الأحشاءِ تستعرُ
يا كم حلمتُ ويا كم عشتُ في أملٍ
لكنَّهُ الآلُ في الصحراءِ يندحرُ
أمنيّةٌ صاحبتني ثم ما لبثت
أن فارقتني فحلَّ الهمُ والكدرُ
قد يُدركُ المرءُ بعضاً من مؤمّله
وقد يضيعُ إذا ما خانهُ الظّفرُ
فاليومَ ما كلُ برقٍ لاحَ يُطمعني
وليسَ يروي حنيني القطرُ والمطرُ
***
علياءُ من بعدكِ الأفراحُ قد وئدت
وكُفنت وعلاها الطينُ والمدرُ
علياءُ إنّا عليكِ العمرَ في فزعٍ
فالحزنُ يعصرني والدمعُ ينهمرُ
أستودعُ اللهَ علياءً وبهجتها
حتى أراها مع الزهراءِ تفتخرُ
نظم ورقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان
غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين والمؤمنات