بسم الله الرحمن الرحيم
في رحلة علميه رائعه لإكتشاف الأرض والتاريخ يقولون أن الأرض تكتب التاريخ فقررت القيام برحلة لأرى حروف الأرض في صفحات التاريخ تجهزت وكان استعدادي لهذه الرحله كاملا حتى الممحاه أخذتها في حقيبتي فقد أجد خطأ سطرته الأرض على صفحات التاريخ وأبلغوني أن المركبه الفضائيه جاهزة وعلى أن أستعد للصعود وبالفعل صعدت لأخذ مكاني أمام مايكرسكوب وضع لي كي أرى الأرض من الفضاء الخارجي وكانت المركبه مجهزة بعيادة طبيه خوفا أن يحتاج لها المسافر في مثل تلك الرحلات بالرغم من عدم مطالبتي بأي عنايه صحيه وأني لست في حاجة لطاقم وعيادة طبيه فأنا رجل علمني الزمان الشدة وعلمني المكان القسوة وعلمني التاريخ أن أكون واقعيا وأنطلقت الرحلة بسلامه وأمان في إبتسامه عريضه مني ومن طاقم المركبة المرافق في البداية رأيت صحاري كبيرة وعلى جانبيها بحار وعدد من المنازل ونورا ينبعث منها فينير الأرض والسماء وأبلغوني وقتها أن هذه الجزيرة العربيه تملك الأرض والماء وتستورد الأرز ... فقلت وماهذا النور اللذي ينبعث منها فقالوا هي أرض الحرمين مكة والمدينه لم يعد لكم من نور غيرها فتنهدت في خفيه وعاودت أبتسامتي أرسمها من جديد وبعد ذلك رأيت منطقه عامرة بالسكان وكل فريق من هولاء له لون يختلف عن الآخر فخيل لي أنهم في مونديال كروي وكل فريق أو منتخب بلون مختلف ورأيت أن لون الملاعب أحمرا فقلت ماهذا فقالوا هذا عراق التاريخ ...هذا عراق الحضارة ..هذا عراق العلم فقلت وماتلك الفرق والألوان فقالوا هذه طوائفه العرقيه والدينيه والقبليه مزقت العراق أربا أربا فقلت وماهذه الأرض الحمراء فقالوا هذه دماء الأبرياء فتنهدت من جديد وكأنهم سمعوا تنهداتي وسيطرت بصعوبه على أطراف شفاتي لأبتسم من جديد وبعد ذلك أتجهنا لأرض أرض خضراء وجميله بحدائق الزيتون وكأن أغضانها تغني طربا وثمارها ترقص فرحا ورأيت على أعلى الشجرة رجلا يحمل سلاحا وفي أسفلها رجلا يأكل ترابا ورأيت وقد وزعت تلك الأراضي في مربعات ملونه فقلت ماعسى أن تكون هذه الأرض الجميله وماتفسير ما أراه فقالوا هذه فلسطين ..الأرض التي أسري بنبيكم الصادق أليها ومنها عرج للسماء..إنها أرض أولى القبلتين فقلت ومن هذا الرجل اللذي يسكن في أعلى الغصن ..فقالوا هم ماتسمونهم في دينكم أبناء القردة فقلت ومن هذا الرجل اللذي يأكل من خشاش الأرض تحت الشجرة فقالوا هؤلاء هم شعبها فقد حولتهم تلك القردة إلى أجير وعامل في كنفهم وفي أراضيهم بعد أن سيطروا عليها بالسلاح كما ترى فقلت ولماذا قسمت مربعات والوان مختلفه هل هي كالعراق فقالوا لا هي أسوأ المربع الأبيض هم أبنائها الشجعان في إنتفاضتهم ضد هؤلاء القردة المربع الأخضر هم أبنائها اللذين يحكمون شعبها بحمية هؤلاء القردة فقلت هم خونه ...يحكمون لصالح هؤلاء القردة فقالوا لذلك وضعناهم في مربع أخضر من أفضالنا وخيرنا فقلت يكفي هذا وتنهدت وكان من الصعب أن أبتسم بعد رؤيه الشيوخ والأطفال في وضع من الذل والهوان وقلت في نفسي يكفي ان تعرفون بصدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقلت لكابتن المركبه غير اتجاهنا فقد يبدو انك سلكت طريقا سيئاً فعرج قليلا لنرى سماء ودخان ودمار فقلت لهم أصمتوا أعرف أنها لبنان الجمال وهذه نار الفتنه أشعلوها في مصالح شخصيه وأهواء عجرفيه للوصول إلى الجلوس على كرسيها الأثري وصرخت في هذا الكابتن بل وترجيته كي يرحل بنا من هذا المكان فسمع وأنصت ورحل لأرى من جديد قببا كبيرة وشعبا كثيرون ومدن ساحليه ورأيت في سمائهم سحابة سوداء لاتجلعم ينظرون خارجها فقلت أين نحن ؟ فقالوا ألم ترى هذه القبب الكبيرة أنها الإهرامات ..إنها مصر ..تاريخ الفراعنه ومجدها فقلت جميله هذه البلاد ولكن ماسر تلك الغيمه فقالوا أنت ترى أن الشعب كثيرون يستطيعون أن يسيطرون على العالم وهم لايحملون سلاحا وهذه غيمه الفقر والبطاله والمخدرات والحشيش وضعناها لهم كي كل يفكر في حياته وجعلنا حياتهم قاسيه بتلك الغيمه كي لاينظرون لغيرهم ولايساعدون غير أنفسهم فقلت ومن يملك قرار ذلك ...فقالوا عصبه منهم يعملون بهذا وفق لأوامرنا ورغباتنا فأنهمرت من عيني دمعه ...أستطعت أن أخفيها بكم ثوبي قبل ان يرونها وأنطلقت المركبه لتمر في مناطق خضراء تارة وصحاري تارة ورأيت أفرادها يتكلمون بلهجات غير معروفه ويبدو أن حالتهم سيئه جدا فقلت في نفسي بما أنهم لايتكلمون العربيه وبما ان حالتهم سيئه فلعلي انشاء الله في حدود أوروبا ولعل حالهم قد يكون أردى من حال تلك البلاد التي رأيتها فسألت فكان الجواب هذه دول شمال أفريقيا العربيه فقلت وماتلك اللهجات فقالوا أدخلناها عليهم كي ينسخلوا من جلد العربيه فلايكون مع هؤلاء ولا هؤلاء فقلت ولماذا لا أرى فيها مسجدا واحدا فقالوا من يصلي في هذه البلاد ويطلق لحيته يصبح تحت المجهر وبين جدران السجون فقلت بالتاكيد يحكمهم عصبهم منهم يعملون لمصالحكم فأبتسموا لي وطأطأوا رؤوسهم موافقه لكلامي فقلت ياللهول ..ياللمصيبه فقالوا على رسلك فقد ظل هناك مناطق عربيه مثل السودان والصومال وجيبوتي نريدك أن تراها فقلت وفي نفسي خيط رفيع من أمل مستحيل وكيف حال هؤلاء أيضا عسى أن يكونون صفا عربيا واحدا فقالوا على رسلك تلك مناطق أنتشر فيها الفقر والدمار والحروب الأهليه وسيطرنا عليها بجيوشنا كي نوفر الأمان مقابل أن نأخذ خيراتها فأنهمرت عيناي دمعا يرون له مجرا فقلت أهذا تاريخنا اليوم فقالوا نعم وبكل صدق فقلت لهم وأين الماضي ..وأين أمجادنا ..وأين علومنا ونهضتنا فقالوا أخذناها لأنكم لست في حاجتها فجعلناها أساسا لمجدنا الحاضر وتفوقنا العلمي وقوتنا المهيمنه هل تريد أن ترى بلادنا بعد أن بنيناها على أمجادكم وعلومكم الماضيه فقلت لا فأنا لا أملك إلا دمعا أنثره ويكفي مارأيتم من دموعي دعوني أعود وريثما أعود فأنا محتاج رعايه طبيه من طاقم تلك العيادة فقهقهوا بصوت عالي هههههههه وأخذوا يضحكون على ماتبقى من دموعي قائلين عرفت سر هذه العيادة الآن. وعدت من رحلتي وجف دمعي فلم أعد أملك منه شيئا فرفعت عيناي للسماء قبل أن تبيض داعيا : بقدرتك وعظمتك ياربي أن ترحمنا وتنصرنا وتقومنا فقد عجزت أجسادنا وجفت مدامعنا يالله يالله اللهم آمين ---------------------------------------------------------------------- أخوكم الرحال / منصور العبدالله ( واداي الغلااااا) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
موسوعة تفسير الأحلام _ فسر حلمك بنفسك | صقر آل عابس | مجلس الإسلام والحياة | 22 | 23-02-2009 12:02 AM |
نهاية صدام ملف شامل | محمد القويفل | المجلس الـــــعــــــــام | 17 | 02-10-2007 05:43 AM |
ناصر أحمد البحري - أبو جندل (الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن) -1- | طارق القويفل | المجلس الـــــعــــــــام | 16 | 15-09-2007 01:39 PM |
مناسك الحج و العمرة | اللبيب | مجلس الإسلام والحياة | 6 | 28-04-2007 02:39 PM |