
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بداية كل عام وأنتم بخير ,,
وأسأل الله لنا ولكم القبول والغفران ,,
وأحببت في هذا المقال البسيط أن أضع بين أيديكم نظرة سريعة للواقع الذي نعيشه وبنظرة متواضعة مني .
وكنت قد وعدت أخي مرتاح البال بنشر هذا الموضوع وكن المعذرة على التأخر .
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟!
تساؤل وضعه أبو الطيب قبل مئات السنين , ولمحبتي لأبي الطيب وقناعتي بما قال أعيدها بالفم المليء والصوت العالي .
بأية حال عدت يا عيد ؟! بأية حال عدت على أمتنا ؟! بأية حال عدت على مملكتنا؟! بأية حال عدت على أسرنا ومجتمعنا ؟! بأية حال عدت على أخلاقنا ؟! بأية حال عدت على أسعارنا ؟!
أما أمتنا الإسلامية فجرح غائر في جسد الحياة ووسم عار في جبين الزمن وأشتات قطعتها الحروب وقتلى بالملايين .
وأما عن مملكتنا فتتفاجأ ببعض أبناءها يقوى ساعده بعد ضعف وييبس قوسه بعد رخاوة ويستقيم سهمه بعد اعوجاج ثم يسدد رميته نحوها متنكرا لأفضالها ولنعمائها ولترابها ولروحها الحانية .
وأما مجتمعنا فكم من تفكك أصابه وكم من خصلة طيبة محيت وكم جمعة فرقت , وأسرنا الله العالم بحالها وحال أبناءها , كم من عزيز ومن قريب ومن صديق وممن عرفنا عاد عيدنا بدونهم , وفقدنا أنسهم ومكانهم وطلعتهم ولكن قضاء الملك الديان .
وأما عن أخلاقنا ففينا بقية خير ولكن غزينا في عقولنا وفي شبابنا فكم من خلق مخل رديء دخل علينا وأصبح مستساغا لدينا , وكم من محاسن درست من أخلاقنا ونحن موعودون بالقرب من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم منزلا يوم القيامة ( أحاسنكم أخلاقا ) .
أما عن أسعارنا فحدث ولا حرج . فالجيوب تشتكي فقرها إلى الله , وبطاقات الصراف تشتكي جوعها , ونفوس التجار تشتكي جشعها . أسعارنا قبل عام هل نفسها الآن ؟!
أم أن الضعف حلق في الفضاء وعليه توصية وزيادة ؟!
كم من أسرة لا تجد قوت يومها هدها شبح الغلاء وتضاعف الأسعار , وهذا أمر واضح ومعلوم .
بأية حال عدت يا عيد ؟!
حالنا كما أخبرتك . نظرة سريعة ليست سوداوية ولكن واقع تغير من عام إلى آخر .
ولأكمل شطر بيت أبي الطيب :
بما مضى أم لأمر فيك تجديد .
نحن في نقطة وقوف ولبرهة سريعة , ولا بد من تغيير وتجديد , فهل التغيير إكمالا للفصول المحزنة .
أم للأفضل وتغير الحال ونزول رحمة الله ورأفته بنا .
عبدالعزيز محمد حافظ .
__________________