
هل يعود الشاب الإماراتي راقصاً ماهراً؟
جلال محمد جلال - دبي: ربما أعاد الشيخ حمدان بن محمد بعض الألق للفنون الشعبية في أوساط الشباب الإماراتي، وسلط ضوء وسائل الأعلام، والمنظمين، والمهرجانات الوطنية إلى الرقصات الشعبية، ليعود الشاب الإماراتي مهتماً بثقافة التراث، وفن الرقص الرجولي الشعبي، فعاد الإمارتيين مهتمين كسالف عصورهم بالموروث الثقافي، وتكرست هذه القيمة لدى شريحة عريضة من الشباب والأطفال، وظلت وسائل الإعلام العربية تبث وتنشر إستعراضات لشباب يؤدون رقصة اليولة. التي هي عبارة عن حركة استعراضية تؤدى في (الرزفة) و هي رقصة شعبية تؤدى بشكل جماعي وتقوم على جملة لحنية واحدة موزونة لا يصاحبها اي ايقاع أو آلة موسيقية، وتستخدم فيها البنادق والاسلحة والسيوف.
وتعد الرزفه من اهم الالوان الشعبة في الامارات،حيث تمثل حياة البداوة الاصيلة، وقد بدأت اليولة كحركة مصاحبة للرزفة ثم تحولة الى استعراض شخصي بالسلاح باظهار الشخص لمهارته في التعامل مع سلاحه بمرونة وخفة وبراعة. وكانت محصورة لدى البدو فقط في (الرزفة) وتسمى (الزفنة) بحيث يقوم الزفين بأداء حركات تلويحيه بخنجره امام احدى الفتيات (النعاشات) اللاتي يؤدين الرقصة الشعبية بالميدان بشعورهن وذلك في الزمن الماضي. وبعد ذلك تطورت الى ان استحدث بعض (اليويلة) مهارات عالية في اسلحتهم، سواء ان كانت بنادق بعد اختراعها او سيوفا في السابق،وبالتالي فان صاحب أمهر الحركات في الاستعراض بسلاحه يأخذ مكانة متميزة لدى سكان المنطقة ،والتي تدل في حقيقتها على شجاعته وقوة بأسه.
وتتمثل أهداف اليولة في المواطن المعنوية منها حيث انها تركز على رفع الروح المعنوية لدى المؤدي كما انها تحترم وتجل شأن الرجولة وقيمتها ومكانتها، وما ان تبدأ (اليولة) حتى تبرز الروح القتالية لدى المؤدي والتي تتجلى في ابداعاته ومهاراته الفرديه من خلال بث روح الحماسة في الأفراد المؤدين أو حضور المراقب. و تكرار الادوار في حركات وايقاعات المؤدين في اليولة يقوي لديهم مهارات الفنون و المهارات العسكرية، كما يعمل على نشر الوعي العسكري في المنطقة.
مثلها مثل معظم دول الخليج العربي، بمجموعة من الفنون الشعبية التراثية ذات الطابع الخاص، ومن تلك الفنون الرقصات الشعبية والتي كانت ولاتزال تؤدى بنفس الطريقة القديمة والأصيلة، بل ولا تزال تحافظ عليها الدولة وتشجع على تأديتها في كل المناسبات الاجتماعية والقومية فهي القاسم المشترك في كل مناسبة، إذ أن هناك كثير من الأسر الإماراتية من لا يستغني عن تأدية الرقصات الشعبية في مناسبات أفراحهم وأعراسهم، وهناك عدة رقصات شعبية تشتهر بها دولة الإمارات مثل العيالة والحربية والرزفة، والليوا والهبان والطنبورة والانديمة والتوبات والسوما واليولة وكل رقصة من تلك الرقصات لها أسلوب خاص وطريقة مختلفة في تأديتها، كما تشتهر بها بعض المناطق عن الأخرى، وتعتبر العيالة الرقصة الوطنية الأولى، وتنشد فيها الأناشيد الوطنية، وتستخدم فيها العصي والسيوف أما رقصة الحربية فهي رقصة حماسية بالسيوف تمثل الشجاعة والاستعداد للنزال.
أما رقصة اليولة فهي الرقصة الشعبية الوحيدة التي تحظى باهتمام كبير وبالغ من قبل الشباب والأطفال بشكل خاص، وهي رقصة تؤدى بشكل منفرد أو ثنائي أو رباعي، وتؤدى بالعصا أو السلاح في وسط ساحة رقصة العيالة أو الحربية، وفيها يلقى الراقص بالعصا أو السلاح عاليا، ثم يعود ليقبضه دون أن يسقط منه، وقديما كان السلاح المستخدم في رقصة اليوله سلاحا ثقيلا ورشاشا ممتلئاً بالذخيرة الأمر الذي يصعب تحريكه مع نغمات وألحان الطبل بشكل سريع، إلا أن اليوم أصبحت الأدوات المستخدمة كثيرة مثل السلاح الخفيف والمفرغ من الذخيرة، أو الكند أو الصمع والميازر.