تاريخ التسجيل: Nov 2004
الدولة: آل إعْلي عبيدة قحطان
المشاركات: 136

هذا ماكتبة الكاتب الكبير في جريدة الجزيرة سليمان الفليح(قحطان الكبرى)
نعم هذا ماكتبة الكاتب الكبير بان قحطان الكبرى هي قدوة القبايل بحكم مكانتها في الجزيرة العربية على مر العصور
الأم.. القدوة
سليمان الفليح
* لقد كنا من أشد المؤيدين والداعين إلى إقامة مهرجان مزاين الإبل (بشكل عام)، والذي يشترك فيه العديد من مربي الإبل من السعوديين وغيرهم من أشقائهم في دول الخليج، وبشكل (فردي) أي اشتراك الفرد بإبله في المزاين من خلال مهرجان عام يخلق روح المنافسة، ويعيد الاعتبار إلى الجمل باعتباره رفيق العربي الأول في مسيرته الحياتية التي يكتنفها الشظف والصبر على أعباء الحياة الصحراوية القاسية؛ وذلك لما للإبل من فوائد جمة توفر للإنسان وسائط عيشه (كوسيلة مواصلات وغذاء وسكن ووقود) فهو يستعملها للتنقل والارتحال من مكان إلى مكان ويتغذى بحليبها ومنتجاته، ويجدل من وبرها مسكنا له ويأكل لحمها ويستدفئ ب(جلّتها) إذا عزَّت الأشجار البرية، ويستعمل حتى (أثفانها) كنعل له، وهي بالتالي تمثل رمزاً لبلادنا كلما نطقت لفظة عربي تماماً، كما يتبادر للذهن حيوان الكنغر كلما لفظنا كلمة استرالي، وحيوان (الكركدن) كلما لفظنا كلمة جنوب افريقيا، وحيوان الفيل كلما ذكرنا الهند، وحيوان غزال الرنة كلما ذكرنا ألاسكا، (والتنين) كلما ذكرنا الصين، والحصان كلما ذكرنا (منغوليا). أي أن الجمل هو رمز للمواطن العربي مهما كان سواء قبلنا أو رفضنا ذلك، وإنه لنعم الرمز الذي ضربه به رب العزة المثل في خلقه، وهو عكس ما يعتقد البعض بأنه حيوان غبي، بل إنه من أذكى المخلوقات وأكثرها تطويعاً واستئناساً ووفاء لمن يحسن لها وعداوة لمن يسيء لها.
* * *
ما علينا من هذا الاستطراد الآنف، ولكن الذي علينا أننا كنا نود القول إننا مع مزاين الإبل كمهرجان عام، وكنا (نتحفظ) على مزاين القبائل، كل قبيلة على حدة أو بالأحرى كنا نخشى من أن تُقيم كل قبيلة مزاين خاصة بها ومبعث خشيتنا أن هذا الأمر قد يوقظ (العصبية القبلية) التي يرفضها ديننا الحنيف والتي تعود بهذا المجتمع المسلم (الموحد) الذي يرتبط بوطن واحد ويحمل هوية واحدة إلى أيام الجاهلية وإحياء (القبلية) لا القبيلة (!!) بمعنى آخر إننا ضد (القبلية الضيقة) ومع (القبيلة الواسعة) كأسرة كبيرة نفتخر بها ولترتبط مع غيرها من القبائل وحاضرتها لتكوّن نسيجنا الاجتماعي (الموحد) القوي الذي أسسه الراحل العظيم عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه).
* * *
أقول: كنا ننظر إلى مزاين القبائل من خلال تلك النظرة وتلك الخشية، ولكن بعد أن أُتيح لنا مثلا أن نحضر مزاين قبيلة قحطان العريقة فقد تغيرت النظرة وزالت الخشية، وذلك ولله الحمد بفضل وعي المواطن السعودي أولاً وإعلاء كلمة الوطن فوق كلمة القبيلة، ولبعد نظر الإخوة المشرفين على مزاين إبل قحطان ثانياً. ونخص بالذكر منهم رجل الأعمال المعروف عمير بن فهد آل روق، والشيخ حناش بن جار الله العرجي ورئيس اللجنة الإعلامية الزميل الشاعر عبدالله حمير القحطاني وغيرهم من الإخوة القائمين على ذلك التنظيم الرائع والبرنامج الأروع. فقد استمعنا أولاً إلى قصائد وطنية رائعة ألقاها شعراء قحطان المبدعين ورأينا فنونا شعبية متعددة في ذلك المهرجان، كما استمعنا وهذا هو المهم إلى محاضرة شيقة ألقاها الشيخ (مقيت القحطاني) كانت تتناول الأعراف القبلية (المنهي عنها) والتي تتعارض - بعض الشيء - مع الشريعة السمحة، مثل (ضربة المعفي) و(تثليث الدم) و(المنصوبة) و(الأسية) وغيرها من الأعراف القبلية المعمول بها إلى الآن وللأسف الشديد. وقد جاءت محاضرة الشيخ مقيت المختصرة المفيدة كإضاءة تنويرية رائعة مدعومة بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والشعر الجزل الذي جاء كمساند لهدف المحاضرة النبيل. أي أننا أردنا القول إنه إذا ما كان يصاحب تلك (المزاينات) القبلية برامج تثقيفية مدروسة وقصائد وطنية رائعة تؤكد وتؤصل معنى الوحدة الوطنية، كما فعلت قبيلة قحطان العريقة، فإن في ذلك تقزيما ل(القبلية) كمعنى. وتطويراً لمعنى (القبيلة) كأسرة كبيرة ضمن أسرة عظيمة اسمها الوطن، أقول: إذا ما فعلت كل قبائلنا في (مزاينها ذلك) فإن في ذلك فوائد رائعة يجنيها الوطن، ولها أسوة بما فعلته قبيلة قحطان الكبرى باعتبارها (الأم والقدوة).
__________________