
الربوبية
تعريف الربوبية:
والرب في اللغة: " المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم "(2)
وقال ابن الأنباري(3):
"والرب ينقسم على ثلاثة أقسام: يكون الرب المالك، ويكون الرب السيد المطاع، قال تعالى: (فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً). [يوسف: 41]. يكون الرب المصلح، ربَّ الشيء إذا أصلحه... ". أ. هـ (4)
والله عز وجل هو المالك المتصرف، الخالق الرازق، المحيي المميت، المدبر، السيد، المطاع... الذي: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ). [الأنبياء: 23]. له صفات الكمال المطلق، وله ينبغي صرف العبادة، إذ هو الإله الحق.
إنّ الإيمان بربوبية الله جلا وعلا مركوز في الفطرة، فلا ينكره إلا معاند مكابر، والاستدلال عليه إنّما يكون من قبيل التنبيه وإيقاظ الفطرة الغافلة.
ولقد اعترف المشركون بهذه القضية ولم يجادلوا في توحيد الربوبية، فقال تعالى مبيّناً ذلك: (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ). [يونس: 31].
وقوله تعالى: (قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ{85} قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ). [المؤمنون: 84- 89].
وقوله تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ). [الزمر: 38].
لكن مع اعترافهم به فلم يدخلهم في الإسلام ولم ينجهم من عذاب الله وسخطه، وذلك لعدم اعترافهم بلازمه والذي هو (توحيد العبادة)، فقد صرفوا العبادة لغير الله.
والمتأمل في هذا الكون الهائل بأرضه وسمائه الناظر في بره وبحره إجرامه وكواكبه، يعلم يقيناً أنه لا يمكن أن يوجد هذا العالم إلا بموحد أوجده حي قادر لا يعتريه الحدوث والتجدد وهو الرب جل وعلا.
قال تعالى: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ). [إبراهيم: 10]
وقوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ). [الطور: 35].
وقوله تعالى: (قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ). [يونس: 101]