
فلسفة ,,, طريقك الى الجنون
كثيرا ما يبحر الإنسان بفكره إلى عالم مجنون, وتعصف بأفكاره أمواج التناقضات العجيبة, وقد يصاب بحالة من الهستيريا فقط ليعرف لماذا؟ أو كيف؟ ... ليصل إلى نقطة البداية, لا أدري إن كانت هذه الحالات تدخل في إطار الهلوسة, أو تلامس أبعد مدارات الجنون. وان كنت لا أتمنى ذلك, حتى لا أصبح في عين ذاتي مجنوناً.
أعلم تماما أن ديننا العظيم حفظ للإنسان عقله, ذلك انه جعله من الضروريات الخمس, وهذا ما يصنع الفرق, فنحن لدينا العلاج بالأذكار والقران, وهم لديهم الانتحار أو الجنون. ولكن هل يستطيع الإنسان كبح جماح عقله, أو سجن أفكاره بحيث لا تخرج عن المألوف أو تسافر به إلى مكان أو زمان لا يستطيع معه التحكم في مجال أفكاره وما تخلفه من نتائج.
للعقل حدود كما أن للمعقول حدود, لكن ماذا لو تجاوزنا هذه الحدود, ماذا سيحكم تصرفاتنا وقناعاتنا وتفكيرنا؟, هل فكَر أحدكم ماذا يوجد في الحدود الفاصلة بين العقل والجنون؟ هل هناك مساحات شاسعة للتجول أو أن ما يفصلها ادق من سماكة الشعرة؟ لو افترضنا ان ما يفصلها هي منطقة محايدة شاسعة المساحة فهل يا ترى هذه المنطقة المحايدة محظور التجول فيها؟ هل يتحقق في هذا المجال التوازن الفكري؟ وهل يمكن العيش او التعايش في هذه المنطقة؟
كثير من علماء الغرب ممن نسمع قصصهم تاهوا كثيرا لكنهم في الأخير وصلوا الى نقطة البداية. كانت النقطة الحرجة بالنسبة لهم هي الفاصلة بين الحق والباطل, وهم أكثر من يعرف عن هذه المنطقة المحايدة. لكنهم تجاوزوها بنجاح. ومن لم يتجاوز هذا المنعطف كان مصيره في الغالب الانتحار أو الجنون. الى الآن ونحن نتحدث عن جانب واحد, وهو الانتقال من السالب الى الموجب ولكن ماذا عن التجارب التي تجري في الاتجاه المعاكس. هنا تكمن قمة الجنون.
تخلف هذه الفلسفة نتائج وخيمة. تقود صاحبها الى الانعزال كليا عن ما حوله. ولكن ما تخلفه اخيراً أشد من هذا كله. فهي تخلف الانعزال كليا عن محيط العقل. وتحول حياتك الى ظلام دامس, فتقد من يسلط الضوء على حياتك ليقود الى بر الإطمئنان.
اذا كنت تواجه مثل هذا, فهل انت مجنون ام انك تحاول الوقوف في وجه الجنون؟
واذا كنت لا تواجه مثل هذا, فهل أغلقت جميع المنافذ لعقلك, ام انك تخاف مواجهة عاصفة تفكيرك؟
أطلق لعقلك العنان وتوكل على الله.
عندما تقرأ هذا الموضوع, فلا يذهب بك عقلك الى ان كاتبها يمر بتلك العاصفة, لكنه موضوع شغل فكري, فأحببت أن تشاركوني رأيكم. واعذروني فقد كتبته على عجل.
وتقبلوا خالص التقدير
أخوكم/ عمر