
جدف كي تمضي السفينة
يضل الانسان في هذه الحياة يسير ويجدف كما يجدف البحار يبحث دائما عن اغلى الاشياء واثمنها وادومها بقاءا ولابد من التجديف كي تمضيء السفينة في البحر ولا يزال البحار يبحث عن الاصداف والمحار وامله يعانق كل زفرة من زفراته حلمه دؤوب بأن يجد الدانة ومع كثر التجديف وتغير الظروف المحيطة به ينتابه التعب وكم يعاني وكم من لحظة مؤلمة يخيم فيها الخوف واليأئس عندما يعصف به اعصار بحري هائج ويكون اخر ما يراه من هذه الدنيا وقد يوفق من اول رحلة بحرية في ان يجد الدانة من اول محاره يفتحها ولكن العقل والحكمة والمنطق السليم تحثه على ان الامل اساس البقاء واكسير النجاح .......
وكلما اتاه التعب ورحل عنه الامل انتشت نفسه وتأملت وتذكر ان اغلب البحاره لم يكونوا متقاعسين بل ان بحثهم حثيث عن الدانات وهممهم عالية مهما كلف الامر ومهما كانت المجازفة خطيرة وهكذا تمضي حياة البحار وهو يبحث ويعود ويأخذ استراحة لا تطول ويتسعيد نشاطه ويقوي عزائمة ثم يعود ويجدف من جديد ويبحر باحثا عن تلك الدانات عله يظفر بدانة واحدة على الاقل تشعره بان العمر المنصرم في البحر والسفينة والتجديف له ثمن وثمنة المعنوى اهم بكثير من ثمنه المادي ..............
هذا هو لسان حال كل فرد منا في بحثه عن الصديق الصادق الصدوق لا نزال نعاشر ونصادق ونجرب ونرى العجب وتعصف بنا نكبات الاصدقاء ونتوقف ونتقوقع عن التعارف وعن انشاء صداقات جديدة ولكن امالنا تنهض وعزائمنا تستقيم ولا يزال الامل يملي علينا "جدف كي تمضي السفينة ".
فكم هو سعيد من لديه صديق صادق صدوق بمعنى الصداقة الحقيقي وكم هي مؤلمة خيبة الامل عندما ينقضي عمر الانسان وهو لا يملك صديق واحدا يلجيء اليه بعد الله لو ضاقت عليه السبل وتوارت عنه الانفس واصبح وحيدا بروحه قريبا بجسده من الناس .
تحياتي