
رد : الترجمة والتنمية
[grade="00008B 00008B 00008B 00008B 00008B"]وجب أن أنوه هنا أن التنمية التي أعنيها في هذا الموضوع تتجاوز الأفراد إلى تحميل المجتمعات بكامل مؤسساتها الحكومية والخاصة المسؤولية كاملةً عن تفعيل نشاط الترجمة ونقل المعرفة من الثقافات واللغات الأخرى التي سبقتنا بمراحل متقدمة جداً في ميادين العلم والتقنية والتي نحن بأمس الحاجة لها في القرن الواحد والعشرين ، قرن التقدم العلمي .
لقد أصبح من الصعب اليوم على أي شعب من الشعوب أن يظل حبيس لغة أو ثقافة معينة شئنا أم أبينا قرأنا أم لم نقرأ ، فلم يعد التقدم التقني والعلمي حكراً على بلد دون الآخر أو لدى أمة دون أخرى . لقد أدركنا هذه الحقيقة وأدركها كل شاب سعودي طموح حيث بدأ يستميت في سبيل تعلم لغة أجنبية لأنه يعتقد بأن إلمامة وإتقانه للغة أجنبية سوف يجعله متميزاً على أقرانه وقادراً على أن يتعلم وينهل من معين أغزر وبالتالي الحصول على وظيفة مناسبة وحياة كريمة .
دعني أضرب مثالاً بدول شرق آسيا (ماليزيا ، كوريا ، الصين) والتي أصبحت خلال العقود الماضية مارداً صناعياً واقتصادياً أجبر الغرب على أن يتخذ إجراءات اقتصادية وقائية لكبح طموحاتها التي تشكل خطراً استراتيجياً على صدارته العلمية والتقنية وحتى الاقتصادية .
لست مفرطاً في التفاؤل عندما أورد مثل هذه الأمثلة ولكن تواصل المملكة مع هذه النماذج الاقتصادية (عن طريق الترجمة والنقل ولو على المستوى الرسمي والتعليمي) سوف ييسر لها بإذن الله استكشاف الأسرار الخفية وراء هذه الريادة وكيفية مجاراتها والوصول يوماً ما إلى ما وصلت إليه
(وليس ذلك على الله بعزيز) .[/grade]