تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: بالجرشى بلاد غامد
المشاركات: 327
(( الجـــــــــــــــــــــزء الرابـــــع))
{{ مراحــل من مسيرة آباء قبيلة قحطان المُعاصـــــرة}}
لعل هذا الباب (أن جازت التّسمية) من الأبواب المُهمة فهو يُسلط الضّؤ على مراحل مُهمة من
التاريخ العريق لأبناء وأحفاد مذحج العريق عبر مسيرة طويلة من العصر الجاهلى وحتى الأسلام
وما بعده ولأن بعض ماذهبت اليه تفصيلا فى بحثى يتطرق لمراحل مُتعددة منه أسلام قبائل مذحج
وتلبية النداء والوفادات المُتعاقبة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .وماتبعها من أحداث
كالردة وظروفها وزعيمها وأعوانه.
ولأن مجموعة من الأصدارات الحديثة قد تناولت هاتين المرحلتين بأشكال مُتعددة فأنى سأكتفى
بنشر مُختصر لمرحلتين أُخريين وبالله التوفيق,
أولا: مرحلة الجهـــــاد,,
والجهاد فى تلك الفترة تعددت أشكاله وأتجاهاته وحتى لا أُشتت فكر القارىء أُسلط الضؤ فقط على
مرحلة مُشاركة أجداد وآباء قبيلة قحطان فى الفتح الأسلامى والتى تتمثل فى الشام والعراق وهى الأهم.
•(ا) الشــــام:بعد أن أستقر وضع الدولة الأسلامية. أمر الخليفة الأول/ أبو بكر رضى الله عنه بالأستعداد للجهاد
فى سبيل الله. وعليه فقد بدأ بأرسال الجيش الأسلامى بأتجاه الشام وأتبع ذلك بمكاتبة القبائل بل كل عشيرة
يحثهم على نجدة الجيش الأسلامى للجهاد ويُأمرهم بالمُسارعة فى طاعة الله. وما أن تسلمت قبائل مذحج
رسائل أبو بكر رضى الله عنه حتى بدأت كتائب مذحج المُجاهدة فى تلبية النداء وكانت أولاها الكتيبة
التى كانت تحت زعامة قيس بن هبيرةبن مكشوح . وقد أخذت هذه الكتيبة هيبتها ومكانتها من هيبة ومكانت مذحج وزُعمائها عبر التاريخ .
وما أن تكاملت كتائب القبائل بالمدينة كلف قادة الجند والكتائب حتى أصبحت أربعة جيوش. ثم بدأ مسير الجيوش
ومن ثم الألتحام مع الروم( وقد شهدت أحداث كثيرة لسنا بصددها) وفى ضؤ الدعم الذى وجه به الخليفة بعد ذلك كان من ضمن كتائب الدعم كتيبة مراد من مذحج وتواترت أرقامها والأرجح أن عددهم الف مُجاهد. الى جانب من كان قبلهم من مذحج وبينهم قبيلة النخع. وكان من بينهم المقاتل المشهور/ عمرو بن معدى الزبيدى. وقد عُرف بكفاءته وأقتداره ودهاءه وقدرته فى التخطيط والأعداد للمعارك.
ومن بطون كتب التاريخ نتعرف على أهمية كتائب الخياله فى معركة اليرموك وبقية المعارك. والتى تُمثل الجناح الخطير لأى جيش( وهو مايُعرف بالمُدرع) فى الحروب الحديثة , وقد كانت كتائب مذحج فى غالبيتها خيالة ولذا
عُرف قيس بن هبيرة كقائد لفرقة من فرق الخيالة فى معركة اليرموك . ومن الألتحام فى المعارك وخوضها تبين
كتب التاريخ والسّير كيف أن من مذحج من هو مُتقن لفنون الفروسية وعلى دراية كبيرة بالخيل. ولهذا كان لأختيار قادة المعارك للمذحجيين وغيرهم من القبائل اليمنية وقبائل السّراة للقلب والميمنة والميسرة والرّماة للجيوش دليل
على الصّفات التى أتصفوابها .ولقد كان لقبائل مذحج دور قيادى فى هذه الفترة ومنهم بطون الحارث ومراد والنخع
وزبيد..
•(ب) العراق,كان لقبائل مذحج دور أيضا فى الجهة الشرقية فى الفتح الأسلامى وهى العراق وفارس . وتنقل كتب التاريخ بمُختلف مشاربها أنه فيما كان رجال مذحج اللذين كانوا ضمن الجيش الأسلامى فى فتوحات الشام .كان هناك أيضا كتائب قبل أن تنضم الأولى فى قرارات الخليفة كماهو معروف مع الثانية فى العراق ( وهذا ليس هدفنا وأنما للأشارة) . فتقول الأخبار أن قدوم أكثر من ألف وثلاثمائة من مذحج بقيادة ثلاثة من القادة المشهورين وهم عمر بن معدى كرب و على بن منبه وأبو سبرة بن ذوئب..وبالرغم من ورود روايات متعددة حول كيفية ورود تلك الكتائب ومن أين . كما أن التاريخ ينقل لنا أن الدّعم الذى أمر به الخليفة الى القائد/ سعد بن أبى وقاص كان منه أكثر من ألفين مُقاتل من اليمن وبلاد السّراة ومنهم مذحج. وقد ساهمت بشكل مؤثر تلك الكتائب المذحجية فى النصر المؤزر بالعراق. مما جعل بعض القيادات مستقبلا فى الجيوش الأسلامية فى جميع المعارك والفتوحات شرقا وشمالا وغربا من قبائل مذحج.
هذا وأوردت لنا كتب التاريخ والسّيرة أقوال القائد الفذ/ عمرو بن معدى. والذى أُشتهر أيضا بالخطابة والشعر ومن أشعاره:
...... لقد علمــت أقيال مــذحج أننى..... أنا الفارس الحـــامى أذا القوم أضجــروا......
...... صبرت لأهـل القادسية معلمـا..... ومثلى أذا لم تصبر الناس يصــــــــــــبر......
..... وطاعنتهم بالرمح حتى تبـددوا..... وضاربتهم بالسّيف حتى تكســــــــــــروا......
.....بذلك أوصـانى أبى وأبو أبــــى..... بذلك أوصانى فلست أُقصــــــــــــــــــــر......
{{يتبـــــــــــــــــــــع بأذن الله }}
التعديل الأخير تم بواسطة الغامدي ; 06-04-2006 الساعة 08:39 PM