
{ بدلوا نعمة الله كفرا .. } (12)
أخي الحبيب: قل لي بربك ..
متى هدي الظالمون والمنافقون لخدمة الغير؟
ومتى وفقوا لتطوير بلادهم؟
ومتى سعوا في خدمة شعوبهم؟
متى قاموا بنصـرة الدين والدعوة إليه سواء لمن ولوا عليه أو لغير المسلمين؟!
بل متى سمعت في خطاباتهم وكتاباتهم ولقاءاتهم من يقول مثلما قال ربعي ومن معه لرستم؟!
أخي الحبيب: هناك حقيقة يتفق عليها عقلاء المسلمون ، فكيف بعلمائهم؟
ألا وهي أن هذه الأحداث إنذار من الله لدول الكفر والعناد
وكسـر لطغيان الطغاة وجبروتهم ونظامهم ، الذي يصدون به الناس عن سبيل الله
إنها بداية لهزائم متعددة ومتلاحقة
ووهي كذلك بداية لنصـر مبين ـ بإذن الله وأخذ للظالمين بعد إمهال
ولا بد أن نعي ونعقل إن الله يعاقب على المعصية في الدنيا قبل الآخرة
ومن عقوبته للمجتمع الذي تفشو فيه المظالم أن يسلّط عليه الأشرار والظالمين والخونة !
{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا }
وبعيداً عن الجدل الدائر حول أهداف أمريكا ورضيعتها الصهيونية ، فلا شك أن خوفهم من
الإسلام الذي بدأ يستيقظ في قلوب وعقول ونفوس أهله ، وهم يعرفون بأنه لا بقاء لهم مع قوة الإسلام
عندما يعي المسلمون هذا الدين ، غير أنهم لا يدركون أن الله غالب على أمره ، وأنه من يغالب
الله ويحاد دينه وأولياءه ُيغلب ، وأن من يقف عائقاً أمام هذا الدين فهو هالك خاسر لا محالة
هذا عدو الدين ( زين العابدين )
كيف أخزاه الله! وكيف فضحه الله على رؤوس الأشهاد في الدنيا!
وهذا عميل إسرائيل ( حسني ) غلب وأخزاه الله ، وهو الآن يشرب من الكأس الذي طالما
أسقاه عباد الله المؤمنين ، وهذا فلان .. وفلان ..
اتضحت خياناتهم للأمة كافة ولبلادهم خاصة ، اتضحت سرقاتهم وموالاتهم ، و .. و ، وصدق الله
{ وإن كثيرا من الناس لفاسقون }
وقال ـ سبحانه ـ { وإذا تولى سعى في الأض ليهلك الحرث والنسل }
ولكن سرعان أخزوا وأبعدوا وهتكت أستارهم ، وصدق الله الذي تولى دينه وأولياءه إذ يقول
{ قال عما قليل ليصبحن نادمين}
لم يبق فيهم ما يستحق التكريم ، ويزيدهم على هذه المهانة الطرد من رحمة الله
والبعد عن اهتمام الناس { فبعدا للقوم الظالمين } بعدا في الحياة وفي الذكرى الحسنة
وها هم يتلاحقون واحدا تلوا الآخر في الخزي والإبعاد والفضيحة ، قال الله
{ فأتبعنا بعضهم بعضا } وبقيت العبرة ماثلة في مصارعهم لمن يعتبرون
{ وجعلناهم أحاديث } تتناقلها القرون ، ويكتبها التاريخ في صفحاته السوداء
كلما ذكر الظالمون ذكروا معهم جملة وتفصيلا
ومن الواقع التاريخي نماذج كثيرة قديما وحديثا ، ولعلي اذكر لك من نماذج الرجال الذين
قاموا لله ولدينه ، حتى ترى الفرق بين من يعيشون للإسلام دعوة ونصـرة وعملا ، وبين من
يعيشون لأنفسهم ، هذا ربعي بن عامر الذي ذكرته لك في بداية الموضوع
وحذيفة بن محصن ، والمغيرة بن شعبة ـ رضي الله عنهم ـ يظهر في كلامهم لرستم
قائد الفرس العزة والقوة والشجاعة والدعوة
قال: رستم لربعي بن عامر ـ رضي الله عنه ـ ما جاء بكم ؟
قال: الله ابتعثنا ، والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله
ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، فأرسلنا بدينه إلى خلقه
لندعوهم إليه ، فمن قبل منا ذلك قبلنا منه ، ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا ، ومن أبى
قاتلناه أبداً ، حتى نُفْضـي إلى موعود الله ، قال: وما موعود الله؟
قال ربعي: الجنة لمن مات على قتال مَنْ أبى ، والظفر لمن بقي
ولما سأله رستم ، بعد نقاش: هل أنت سيد قومك؟
قال: لا ، ولكن المسلمين كالجسد بعضهم من بعض ، يجير أدناهم على أعلاهم.
فأين من اتبعوا أهوائهم من هذا الحوار؟!
وأين هم من تلك الأهداف؟
أين هم من معرفة الدور الحقيقي؟
__________________
عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
التعديل الأخير تم بواسطة سعيد شايع ; 03-05-2011 الساعة 04:27 AM