
/ اللغة الغائبة /
قد أكون مجحفًا عندما أتهمها بالغياب ، وإن لم تغب فهي على وشك الغياب إن لم يمارسها أصحابها .
لغة لاتحتاج إلى دفع مال ولاتحتاج إلى معهد تعليمي أو إلى فك شفرة او أزالة طلسم من الطلاسم .
هي لاتحتاج إلى تعليم ، بل إلى ممارسة ، وقد تمارسها وغيرك لايمارسها لا لصعوبتها ولكننها ثقيلة على النفس .
نادى بها الشرع والانبياء والسلف الصالح ، وعلى ذلك كله ليست هذه اللغة محصورة على المسلمين فقط بل على العالم كله .
قد تتفاجأ ان من يجيد هذه اللغة هم من غير المسلمين ، حيث لامرجع ديني يستندون إليه ولاقيم ولامبادئ ، فجميع القيم والمبادئ جاءت من القرآن الكريم والسنة النبوية ، لذلك ألسنا اولى من هؤلاء بهذه اللغة .
لغة الابتسامة :
من منطلق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " وتبسمك في وجه أخيك صدقة " عليه أن نستشعر هذه القيمة الجميلة التي حث عليها نبينا عليه افضل الصلاة والتسليم ، هذه الصفة الجميلة أن يكون الرجل بسًاماً بشوشاً طلق المحيا للذي يعرف والذي لايعرفه من الناس كل هذه الصفات تترك له اثرًا عظيمًا في نفوس الناس ، ألا ترضى أخي الحبيب ان يطلق عليك الرجل البسام والبشوش ؟ أم ترضى لنفسك جملة من الأوصاف كمثل : ثقيل نفس ، متعكر المزاج ، صعب المراس ، متجهم ، عابس الوجه ، متشائم ... الجواب معروف لمن يملك البصيرة والعقل الراجح والذي يدرك أن علاقته مع الناس هي من أهم القيم والاخلاق التي نادى بها الإسلام " أحاسنكم أخلاقاً "
وعليه لابد ان نستشعر هذه الصفة الجليلة لكي نحسن العلاقات ونجني الحسنات ، فلاكلفة فيها ولامشقة ولاتحتاج إلى معلم بل تحتاج إلى تعود وتبصر ، فممارسها يعرف ماتيترتب عليها من ثمرات .
طبقها في الشارع وفي السوق وعند أهلك وفي كل مكان تحل فيه وانظر إلى النتائج ، انظر إلى تترك هذه الابتسامة من وقع في صدور الناس ، فلو أن الناس ابتسموا لما وجدت مجتمعاً يسوده الحقد والغل ولما وجدت تلك النفوس المتنافرة والمتناحرة ، فكم من نفس تمكن منها الحسد وكمن في صدرها الغل وأحرقتها البغضاء على الناس ،لكن الناس المبتسمين متبصرون عاقلون يدركون الثمار التي تجنى من هذه القيمة الجميلة .
اللهم حسّن اخلاقًا واجعنا قريبين من مجلس نبيك ، واجعلنا طلقين الوجوه والمحيا وارض عنا .
" لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
__________________
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه * * * نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي