أرحب يا أخينا/ جندل، وبالفعل يا أخوان هذا موضوع يهم الجميع ويجب ان أستئذنكم جميعا بالمداخلة فيه:

شهر الخير على الأبواب.. وبالتالي فإن كل السباقات محمومة لاختطاف أصناف الطعام والشراب من الأسواق، للدرجة التي تتكرر فيها مشاهد العربات المحملة بما لذّ وطابَ في المجمعات التجارية وكأننا في طابور لا ينسى من طوابير مجاعة يستحق أكثر من لقطة!
صحيح، أننا كبقية الشعوب، نفرط في الاستعداد للشهر الكريم، وصحيح أن بعضنا يخطئ في تصور شهر مبارك مثل رمضان، وكأنه فرصة لملء البطن بما لذَّ وطابَ من أصناف الأكل والشرب، بدلاً من انتهاز الفرصة لتأمل معنى الصوم كقيمة يتشارك فيها الجميع بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعبادة تأديب النفس وترويضها، وتفقّه معنى الجوع والعطش امتثالاً للحديث القدسي {كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به)
وصحيح أيضاً.. أن هناك كثيرين منّا ـ كما في كل بلدان العالم ـ يستغلون حاجة البشر، ويرفعون أسعار السلع، إلا أنه إذا كنّا نلوم ضعاف النفوس من التجار، فإنه أيضاً يجب أن نعتب على أنفسنا، وهذه الأكوام الكبيرة من الأغذية التي نجرّها إلى بيوتنا وكأن الأسواق ستفرغ بين عشية وضحاها، أو كأننا نعاني شحَّ البضائع أو ندرتها!
فعلى كثيرٍ منّا تغيير نظرته، وتعديل سلوكه أولاً.. قبل أن نفرح في تاجرٍ جشع، وقبل أن نحزن لخلوِّ الأرفف مما هيّأنا بطوننا لتخزينه فيها بحجة الصوم، وكأننا لم نأكل من قبل؟!

أخوكم/ أبو سحمي