إن قضية الإخلاص قضية مهمة ، ولذا أمر الله بها نبيه ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال:
{ قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين }
وهذا الإعلان من النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأنه مأمور أن يعبد الله وحده , ويخلص له الدين وحده
وأن يكون بهذا أول المسلمين
هذا الإعلان ذو قيمة كبرى في تجريد عقيدة التوحيد كما جاء بها الإسلام
فالنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ في هذا المقام هو عبد لله ، هذا مقامه لا يتعداه
وفي مقام العبادة يقف العبيد كلهم صفاً لله المعبود ، وهذا هو المراد .
وعند ذلك يقر معنى الألوهية , ومعنى العبودية , ويتميزان , فلا يختلطان ولا يشتبهان
وتتجرد صفة الوحدانية لله سبحانه بلا شريك ولا شبيه
وحين يقف محمد رسول الله في مقام العبودية لله وحده يعلن هذا الإعلان
ويخاف هذا الخوف من العصيان , فليس هنالك مجال لدعوى شفاعة الأصنام أو الملائكة بعبادتهم
من دون الله أو مع الله بحال من الأحوال .
ومرة أخرى يكرر الإعلان مع الإصرار على الطريق , وترك المشركين لطريقهم ونهايته الأليمة:
{ قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم
وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين }.
مرة أخرى يعلن إنني ماض في طريقي ،أخص الله بالعبادة , وأخلص له الدينونة
فأما أنتم فامضوا في الطريق التى تريدون ، واعبدوا ما شئتم من دونه ، ولكن هنالك الخسران
الذي ما بعده خسران . خسران النفس التي تنتهي إلى جهنم
وخسران الأهل سواء كانوا مؤمنين أم كافرين .
فليكن لنا في نبينا أسوة حسنة
وليكن عندنا جهادا كبيرا في قضية الإخلاص
بارك الله فيك أخي رائد
على هذا التذكير
تقبل مروري وتعليقي
و