عرض مشاركة واحدة
قديم 15-06-2010, 12:39 AM
  #1
عبدالله الوهابي
مراقب سابق
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 5,988
عبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond reputeعبدالله الوهابي has a reputation beyond repute
Lightbulb قلمي.. والوصف الأدبي

بسم الله الرحمن الرحيم

وصف المشهد

في لحظة سكون...
الجميع يبحث عن أعماقه عن كلمة.. ينسكب حبر الأقلام.. تنساب الأفكار منتظمة في إطارٍ لذلك الحبر..هدوء يخرس الأفواه.. ضوء المصابيح يومض على الأوراق بحركة المراوح.. وجوه حائرة.. وجوه مفكره.. وجوه مكفهرة.. من بينهم ذلك الذي وجد ضالته في بحر أفكاره.. فرسم ابتسامة نصر خفيفة.. وذلك يلتفت كأنه يرى الكلمات في وجوه الآخرين.. أما هذا فيستأثر بأفكاره ويكتبها بحذر كأنها الأم خائفة على رضيعها..
اختلفت طريقة تفكيرهم... منهم من سدل شعر رأسه على كتفه وتخللت أصابعه بين خصلات شعره ، ومنهم من عض قلمه تستحثه الكتابة.. ومنهم من وضع يده على رأسه..
أقدام تتأرجح تحت الطاولات.. عيون تدور في المقل.. روؤس ترتفع وأخرى ترتخي.. وتلك الجدران صامتة تنتظر في ملل.. معلم يقلب صفحات كتابه برقابة صفحات تهتف باستنجاد... تلك هي ... حصة الوصف في اللغة العربية..


أطفال تحت لهيب الشمس

عند كل اشارة مرور.. ينفطر قلبي على هؤلاء الصبية.. أطفال خانتهم البراءة.. ترى المعاناة والألم بادياً من نظراتهم... يحلمون باللعب.. يحلمون برداء زاهي.. يحلمون بقطعة خبز تحت صرير بطونهم...
غلمان ضعفاء... يتجولون تحت حرقة الشمس ولهيبها... باحثين عمن يكسب فيهم أجراً.. حفاة.. على أبدانهم خرقاً مقطعة.. كأنهم المقاتل بعد حربه.. وجوههم التهبت... وشفاههم ابيضت..
ما أن تدنوا منهم.. حتى تسمع سرداً من الدعوات.. يطلبون منك ريالاً واحداً وتراهم يتطايرون فرحاً به.. ليل ونهار.. وهم على هذه الحال الذليلة.. حال لايقدر عليها العضلاء.. ولكن هذا جزائهم.. وهذا قدرهم.. والله يكتب ما يشاء... فالله خبير بالأحياء.. والأموات..


في وسط الحريق

في يوم من أيام العمل .. صحو.. وهادي.. خرجت من البيت منطلقاً إلى عملي وفي هذا اليوم أردت أن يأخذني السائق للعمل وهي ليست عادتي.. فقد كان ينتظرني بالسيارة.. ذكرت الله كعادتي في الخروج.. ومشينا.. رحت أراقب حركة السير كعادتي.. وكنت شارد الذهن بالمنظر حتى طال بنا الطريق.. وفي النفق.. لم يقطع حبال أفكاري إلا اندفاع جسمي كله للإمام.. ضرب رأسي في زجاج السيارة واهتز جسمي اهتزازاً عنيفاً... لأني فرطت في استعمال حزام الأمان.. واندهشت أكان زلزالاً أم ماذا..؟! بدت الصورة تقل وضوحاً.. لم أرى إلا دخاناً أبيض يتصاعد.. حسبته ضباباً ولكن هيهات ونحن في وقت بداية الصيف.. لم أكن أصدق ما أرى.. كأنني تائه في بياض واسع.. سمعت صوتاً يناديني ... هيا أنزل.. أنزل.. إن السيارة بدأت تحترق.. كان صوت السائق.. وصوت الجمهور حوله.. فُقْتُ من توهماتي.. ورحت أفتح الباب.. ولكنه لا يريد.. ناديت من يسمعني أفتح أفتح.. فقفزت لباب السائق بجانبي ونزلت من باب السائق..
عندما وقفت خارجاً.. بدأ رأسي يدور ويدور.. والمنظر حول رأسي.. أفتح عيناي برهة فأرى حطاماً قد غشاه الضباب.. وزجاجاً متناثراً هنا وهناك.. وصوت الإسعاف يدوي في أذني.. ورجال يحدثوني.. وأصوات وأصوات..
تركتهم وجلست على حافة بعيدة.. ورحت أسمع نبضات قلبي ترتعش.. ولساني يلهج داعياً .. وبعد دقائق.. عاد ماكان إلى ما كان.. فأنطفأ كل شيء .. وأنخفض صدى أصواتهم.. فأتى أخي الأصغر مني .. وبدى عليه الفزع.. فرحت أهدئه.. وأطمئنه.. فأخذني إلى عملي بعد إلحاحي إليه..
عبدالله الوهابي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس