مشرف مجلس التربية والتعليم
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
(الحلقة الخامسة)
توقفنا عند موضوع إحضار السيارة..بعد ذلك قال الضابط
هل يوجد أي شئ ثمين بالسيارة قلت لا...
تذكرت هذا السؤال لاحقا عندما اكتشفت سرقتهم لأشياء كثيرة
كانت موجودة بالسيارة..
المهم كنت دائما أركز في التحقيق ألسابق وهذه المرة على
نقطة مهمه جداً وهي:
اني كنت دائما اطلب منهم أن يقوموا بإحضار العقد الخاص
بالرقم المشبوة لنرى إن كانت هناك بصمة لي على ألعقد فأنا
أتحمل مسؤلية الرقم ولكنهم لايستجيبون لهذا الطلب؟؟
((ولمن لايعرف نظام إستخراج رقم جوال بسوريا فهم يطلبون منك أن تبصم على عقد فتأخذ أنت الصورة وهم يحتفظون بالأصل ))
شئ غريب فعلا كأنهم حريصين على الباسي التهمه؟ في هذه
اللحظة طلبت من المقدم أن أذهب للحمام أجلكم الله فأبتسم
بسخرية وأخذ ينظر لمن حوله وهم يبادلونه الإبتسامه فقال
إذهب يافلان معه فذهبت وأنا اقول في نفسي إضحك على
خيبتك فأنا كنت أريد من ذهابي للحمام أن استخدم الجوال
ولكني لم أستطع التحدث لأن الجندي كان يقف عند الباب
ولكني أرسلت رسالة لأم خطاب بعدها عدت
للمكتب...الوضع الآن كالتالي:
طلب الضابط من احد المحققين أن يكتب مايسمونه ضبط
وخلال هذا الوقت سيذهب الضابط لمنزله ويعود الساعة
الثامنة مساء....
وعند عودته سيوقع على الضبط وسيرسلونه بعدها مباشرة
للمحكمة عند المحامي العام وهو قاضي وهوالذي سيقرر بعد
الأطلاع على التحقيق أخلاء سبيلي أو احتجازي والتوسع
بالتحقيق تمهيدا لأرسالي للمحكمه..
طبعا هذا شئ غريب لأنه من المفترض أني متهم وعلى الأقل
يخلى سبيلي بكفاله حتى موعد المحكمه وهي التي تقرر..لا
ان يتم احتجازي حتى موعد المحكمة...ليس هذا الشئ
الغريب الذي حدث فعند متابعتكم للقصة كاملة سترون العجب
العجاب من ناحية الإجراءات الغريبة...
في هذه الاثناء ذهب الضابط سيئ الذكر ولم أراه بعدها حتى
يومنا هذا ولكن لاشك بأني سأراه حين تجتمع الخصوم في
يوم الحساب عند رب الأرباب ...
فيه هذه الأثناء بدأ هذا المحقق بالكتابه وكان كل من هناك
يكتب طبعا بيده فلم اشاهد جهاز كمبيوتر في ذلك
المكان..كانت جوالاتي معي حتى هذه إللحظه وكنت امسك
احدها بيدي منذ أن كان الضابط هنا فأصبح على ماأظن
هناك إنطباع عند المحققين بأن الضابط قد سمح لي
بإستخدامه وأغلب الظن أن الله سبحانه قد أعماهم عني فترة
من الوقت ولكن وخلال إرسالي لأحدى الرسائل إنتبه أحدهم
فتكلم مع المحقق الآخر كأنه يستشيرة بأخذ الجوال بعدها نظر
إلي وأقترب مني وكانت الرسالة قيد الإرسال فسحبت يدي
قليلاً وأنا انظر للجوال حتى تم إرسال الرسالة فأعطيته
الجوال وقام بأخذ الجوال الآخر ووضعهما بظرف وأغلق هذا
ألظرف بطابع لونه أحمرواكمل كتابة التحقيق بعدها جاء
اتصال على هاتف المكتب فرد المحقق وعرفت من طريقة
كلامه أن السفارة تتصل وتريدأن تعرف ماذا حدث معي
وماهي الإجراءات القادمة حاول المحقق ألا يعطيهم معلومات
ولكن يظهر بأن المتصل ألح عليه كثيرا فأضطر لأخباره
ببعض المعلومات وليس كلها وعند الساعة الخامسة مساء
تقريبا ذهب هذا المحقق الذي أخذ الجوالات وكان يكتب
التحقيق وأوكل المهمه لشخص آخروأوصاه بأن لايتركني
وبعدها بساعة أخذني هذا الشخص والذي بدأ يتجاوب معي
شيئاً فشيئاً إلى مكتب آخر هو أقرب للتوقيف من المكتب
الحالي وفي الطريق للمكتب الآخر رأيت في الممر خشبه
ملقاه على ألأرض بطول متر ونصف تقريبا وعرض متر
ومربوط بها بعض الحبال علمت فيما بعد أنهم يسمونها بساط
الريح وهي تستخدم للتعذيب وعند صولنا للمكتب الآخر
جلست هناك وكان المحقق منهمك بكتابة أوراق
كثيرة ...ولكني أخذت أتجاذب معه أطراف الحديث وبدأنا
نتكلم بأمور عاديه ويخبرني عن شقيقه الذي يعمل بالسعودية
وأيضا سألني عن عملي وكم راتبي وأخبرني براتبه والذي
لايتجاوز تسعة آلاف ليرة أي مايقارب 720 ريال في هذه
الأثناء طلبت منه أن أصلي فقال إذهب فأنت تعرف أين دورة
المياه فذهبت وكان الحمام أجلكم الله بجانب حرس التوقيف
فلما أردت الدخول منعني أحدهم قلت أريد أن اتوضأ قال
ارجع فرجعت ولكن لحق بي أحدهم وقال لاتهتم بعد قليل
سأتركك تتوضأ وفعلا بعدقليل من الوقت ذهبت وتوضأت
وبعد أن فرغت من الصلاة جاء أحد ألمحققين ومعه أحد
المحتجزين في ألحبس الإنفرادي وكان المحقق يحمل بيده
سوط عبارة عن أسلاك معدنية ملفوفة بشيئ من الجلد وطولة
تقريبا مترأويزيد وقال للمحتجز هاه هل ستخبرنا بأقوال
اخرى أم لا وكان ألمحقق وألمحتجز واقفين فقال المحتجزوالله
ياسيدي ليس لدي أكثر مماقلت فقال المحقق بل ستخبرني
بالمزيد وبعد مدة بسيطة أمره المحقق بأن ينبطح على بطنه
ففعل ورفع رجليه للخلف وقد كان السجين يعرف كيفية
الإنبطاح المطلوبة وبعد أول ضربه على قدميه أخذ يصرخ
بشدة وبعد الضربة الثانية لم يتحمل الألم فالغرفة التي نحن
بداخلها تختلف عن السابقة فقد كان بها نوافذ وكانت باردة
جدا فكان الألم أشد فقام السجين ووقف على رجليه بصعوبة
وأخذ يبكي ويلطم وجهه وأصابته حاله هستيرية وأخذ يصرخ
ويقول ماذا تريد مني أن أقول ياسيدي خلاص سأقول لك أبي
وأمي وإخواني وأخواتي كلهم يتاجرون بالمخدرات
(منيح هيك؟؟) لكن أرجوك لاتضرب خلاص لم أعد أتحمل
والله لاأستطيع الوقوف بعد ذلك أخذوه للسجن الإنفرادي مره
أخرى..
لم يكن هو الوحيد الذي عومل بهذه الطريقه فقد كنت أثناء
التحقيق أسمع أصوات تأتي من الممر عبارة عن صرخات
وتوسلات وماشابه..
جاءت الساعة الثامنة وأرجعوني للمكتب السابق ووصل
المحقق وقام بالإتصال على مكتب الضابط ولكنه لم يحضر
الا الساعة الثامنة والنصف فأرسلوا له أوراق التحقيق ليوقعها
وبعد ذلك أرسلوها مع أحدالجنود ليقوم بأيصالها للمحامي
العام بالمحكمه(محكمه بالليل؟؟) بصراحة إجراءات غريبة
جداً بعد ذلك أرجعوني إلى مكان قريب جداً من التوقيف بل
عند حراس التوقيف ووضعوا لي كرسي وجلست أنتظر حتى
يأتي القرار من المحامي العام فإما ألسجن أو إلأفراج
إستغليت الوقت بالإستغفار وألدعاء فمازال لدي أمل بالله
سبحانه بأن يفرج عني كربتي أيضاً كنت أوطن نفسي وأستعد
لأسوأ الإحتمالات.. كان آخر طعام أكلته هو الإفطار صباحاً
وطوال وقتي هناك لم آكل شئ فقط كنت قد شربت قليل من
الماء عندما كنت أتوضأ أيضاً كنت قد نسيت أن أجلب معي
علاج المعدة ألذي أستخدمه منذ أربع سنوات بشكل
يومي ...في هذه اللحظات أحضروا وجبة العشاء للمساجين
وكانت عبارة عن تنكة مفتوحه من الأعلى يوجد بها لبنة
بمقدار نصف التنكة وأحضروا عدد 8 اوعيه(طاسات)
وأخذوا يوزعون أللبنه في هذه الأوعيه وكانوا يضعون القليل
في كل واحدة جلست أحاول أن أخمن كم عدد المحتجزين من
خلال كمية الطعام فقلت لعل كل وعاء سيأكل منه اربعة
محتجزين كحد أقصى إذاً عددهم هو32 سجين ..
في هذه الاثناء قال لي أحد الحراس خذ نصيبك من العشاء
فأخذت خبزه وقليلا من اللبنه ..بعد ذلك وعندمافتحوا باب
التوقيف ليقوموا بإدخال العشاء والله ياأخوان انبعثت رائحة
كريهةجداً جداً من داخل التوقيف..
وعند الساعة الحادية عشر جاءت أوراق التحقيق ولما سألت
العسكري عن قرار المحامي العام قال لي سيتم إحتجازك
عندها قلت ماقاله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل
الصلاة والتسليم قبل أن يلقى بالنار كان آخر ماقاله
(حسبنا الله ونعم الوكيل)
فقلت حسبنا الله ونعم الوكيل.......
في الحلقه القادمة:
كم مكثت في التوقيف وماذا رأيت بالداخل ؟؟؟
كيف قالوا سنحيلك للقضاء فأحالوني لل؟؟؟؟؟