مشرف مجلس التربية والتعليم
تاريخ التسجيل: Jul 2006
الدولة: نجد
المشاركات: 8,288

رد : رحلتي رقم 11 والتي إنقلبت إلى مأساة
(الحلقة الثالثة)
اليوم هو الأربعاء 7-1-2009 الساعة العاشرة مساء وهي
لحظة خروجي من مبنى مكافحة المخدرات الذي قضيت به
مايقارب العشر ساعات خرجت بلا جوازسفر بل بصورة
للجواز مختومة بختم مكافحة المخدرات يخجل أي شخص ان
يقدمها لفندق او أي جهه.. في داخلي خليط من المشاعر
شعور بفرحة الخروج من ذلك المبنى السيئ وشعور بكبر
حجم المصيبة وشعوربالقلق على ام خطاب وكيف اخرجها
من هذا البلد فأنا رجل واستطيع ان اتدبر نفسي مع الرجال
ولكن ماذا ستفعل هي لو حل بي مكروه وشعوربالتعب
والأرهاق من عناء السفر ومن ثم هذا التنقل داخل هذا المبنى
من طابق الى آخر ومن كرسي الى كرسي وشعور بالجوع
فأنا منذ الصباح لم يدخل الى جوفي الا القهوه والشاي التي
شربتها عند الضابط ...المهم اني اخذت سيارة اجرة واتجهت
الى منزل اخي الغالي ابومالك وعند وصولي رأيت سيارتي
وقد ادخلها ابومالك بمكان آمن وقام بتغطيتها فطرقت الباب
وخرج ابومالك وأصر علي ان ادخل فدخلت وجلست معه
قليلا وأخذ يواسيني ويهون علي الأمر...كان بيته في حالة
استنفار فهو قد ترك تجارته ورجع للبيت بل قد اتصل على
ابنته الدكتورة وطلب منها المجيئ للمنزل لتقوم بمساعدة امها
بمواساة أم خطاب في أثناء وجودي بذلك المبنى
التعيس..بعدها اخذت ام خطاب وركبت سيارتي وبدأت
تخبرني بماحدث اثناء وجودي هناك في هذه الأثناء اتصلت
على احد موظفي السفارة والذي كان يجري اتصالاته مع
القنصل وقت احتجازي هناك وشكرته على جهوده وسألته
عن الخطوة التالية فقال يجب ان تحضر غدا الخميس صباحا
فقلت له لاأستطيع الحضور فقد بلغ مني التعب الجسدي
والنفسي مبلغه وأخبرته اني سأحضر لهم يوم السبت فقال
اتفقنا ولكنه لم يخبرني بأن السفارة لاتعمل يوم السبت؟؟
مررنا بأحد المطاعم واشتريت عشاء خفيف وأتجهت
للفندق..وبعد الوصول للفندق والراحة قليلا بدأت افكر وافكر
بهذه المصيبة ولكننا ولله الحمد بدأنا ننظر للنصف الممتلئ من
الكأس اولا الحمدلله انهم لم يلقوا علي القبض في الحدود والا
ماكنت استطعت ان استجمع افكاري او ان تعلم عني السفارة
أي شئ وماذا كان سيحل بزوجتي؟؟...ثانيا الحمدلله ان
الجوالات السابقة كانت بأسمي وليست بأسم أم خطاب وألا
كيف كان سيكون الوضع؟؟فقررناان نقضي يومي الخميس
والجمعه بشكل عادي وفعلا هذا ماحصل فخرجنا يوم الخميس
واشتريت بعض الملابس لي وقمنا بجولات في انحاء دمشق
التي حفظناها عن ظهر قلب ولكننا مجبورين على فعل ذلك
ولاأخفيكم اننا كنا نأكل كل مانشتهيه من مأكولات وحلويات
الشام الشهيرة ولكن والله لم نكن نجد له طعم ولكننا اكملنا
على هذا الحال..وكنا نخصص الوقت مابين صلاتي المغرب
والعشاء لقراءة رياض الصالحين وكنت اتعمد قراءة باب
الصبر وباب التوكل وكل مايعينني ويعين ام خطاب على
الصبر والأحتساب لو حصل أي مكروه...
جاء يوم السبت الموافق 10-1-2009وتوجهت للسفارة
صباحا ولكني تفاجأت عندما اخبروني أن السفارة لاتعمل
يومي الجمعه والسبت فرجعت للفندق ومضى هذا اليوم
كسابقيه وفي اليوم التالي يوم الأحد ذهبت للسفارة وعندها
قابلت الشخص الذي اتصلت به سابقا ويدعى هشام الدايل
وهو بالمناسبة يعمل في شؤون الرعايا وتحدثت معه عن
وضعي فقال نحن سنحاول ان ننهي القضيه عن طريق
اتصالاتنا مع اشخاص لهم علاقات بالضباط هناك وأخبرني
انهم بالسفارة ممنوعين من مخاطبة أي جهة حكومية بسوريا
الا عن طريق وزارة الخارجية وأنه لوأستخدم هذا الأسلوب
فستطول المعاملة وانت وقتك لايسمح..في هذه الأثناء رجعت
على ان اكون على أتصال معه بالجوال...
اخواني هنا شيئ مهم وهو انه منذ تاريخ 7-1-2009
وهوتاريخ مراجعتي لأدارة مكافحة المخدرات وحتى تاريخ
19-1-2009 المهم والحزين..حدثت احداث كثيرة في هذه
الفترة ولكني سأوجزها بالنقاط التالية كي لاأطيل عليكم...
*كنت اراجع قسم شؤون الرعايابالسفارة دون جدوى بل انهم نصحوني بتسفير زوجتي.
*قمت بالتأكد من موظفي السفارة عن نقطة مهمه بالنسبة لي
وهي هل تستطيع زوجتي السفر خارج سوريا لوحدها ام أن
هناك مايمنع ذلك في الأنظمة السورية فأخبروني ان لامشكلة.
*في هذه الاثناء فعلا جائتني فكرة تسفير زوجتي ولكني لم
أفعل وهذه كانت غلطة ومخاطرة مني ولكن تأكدت أن
زوجتي تستطيع السفر لودخلت أنا السجن بدون أي مشاكل
حسب ماأخبروني بالسفارة...
قضينا هذه الأيام في تمشية اجبارية بل في أقامة جبرية بدمشق.
*قمت بتخفيض الميزانية اليومية الى النصف تحسبا للظروف
فقد تصل الأمور للإبتزازالمادي فنكون على اهبة
الأستعداد..ولكن في نفس الوقت لم نحرم انفسنا من شيئ بل
كان السكن ممتازولكن لم نكن نتحرك بالسيارة الا للضرورة
*قمت بتعليم أم خطاب على خطة طوارئ لو تعرضت
للسجن لاقدر الله والخطة كانت كالتالي: ان تقوم بتسليم
الغرفة والأتصال على أم مالك والمبيت هناك
والحجزوالسفرخلال مدة اقصاها اربعة ايام الى بيت اخي
بالكويت وليس الى بيتنا بالسعوديةفقد كنت قلقا على والدي
لوعلما بالأمر ماذا سيحل بهما فأحدهما مريض بالقلب
والآخر بالضغط فقررت كتمان الأمر حتى تتضح الرؤيا..
*اخذت ام خطاب وذهبنا للخطوط الجوية وسألنا عن أسعار التذاكر.
*في هذه الفترة جائتني رسالة جوال من صديق عزيز علي
فأخبرته بالأمر فقام بالأتصال بي والأستفسار عن التفاصيل
وبعد ذلك عاود الأتصال بي واعطاني رقم صديق له وقال لي
ان هذا الشخص خبير بالشام وقد يفيدك.
* اتصلت بهذا الشخص وكان هو صاحب المشورة الذهبيه
فقد قال لي اترك عنك قسم شؤون الرعايا وتوجه الى الأستاذ
فواز الشعلان مدير شؤون الرعايا السابق وقد كنت اسمع عنه كثيرا..
* وبالفعل لم اشعر أن موضوعي تحرك للأمام الا عندما
ذهبت للأستاذ فواز الشعلان؟؟؟
في الحلقة القادمة :
مالذي دار بيني وبين فواز الشعلان والذي لولم يكن هناك موظف بالسفارة غيرة لكفى فهو سفارة لوحده..؟؟
كيف ذهبت لأستلم جوازي فدخلت السجن؟؟
كم سجن انتقلت اليه؟؟ وكم سعودي رأيت هناك؟؟
والمصيبة الكبرى كيف كانت الصلاة ممنوعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟