بارك الله فيك ـ أخي الحبيب ـ على هذه الكلمات الجميلة
وأرجوا أن تسمح لي بتعليق:
أقول: إذا كان الصقر يكاكي فإن كثير من الشباب اليوم
يكاكي ويحاكي ويقلد ويتشبه ويتعصب ويسير مع كل أحد
ومع الأيام ( صار يكاكي ) ويخفض رأسه الى الأسفل مثل الدجاج
وفقد مميزاته الخاصه --وصار مثل صقر سداح -- حتى الدجاجه
ما يصيدها لذلك كل انسان او حيوان له مميزات خاصه به وبشخصيته
-- فليحافظ عليها --وبها يعرفه الناس حتى لو كان بعضها عنيف او
قاسي ، وقد دعانا ربنا بأن نكن
{ مع الذين يدعون ربهم }
إنها دعوة للميزان الحقيقي الذي يوزنون به الرجال ، إنها دعوة لمن يريدون أ
ن يتركوا الجاهلية وعاداتها وتقاليدها ، إنها دعوة لمن يريدون الصحبة الصالحة
فصفاتهم أنهم يدعون ربهم بالغداة والعشي ، كل ذلك ابتغاء وجهه الله
فيا أخي المسلم:هيا مع الذين يدعون ربهم ،اصبر نفسك معهم صاحبهم وجالسهم
ففيهم الخير وعندهم الأمن والسلامة والطمأنينة وسعة الصدر وزيادة الإيمان
هؤلاء الذين يريدون وجهه الله ، فالله غايتهم ومقصدهم وهدفهم يتوجهون إليه
بالغداة والعشي يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً ،هؤلاء هم الذين تقوم بهم الدعوة
ويتأثر بهم الناس ، سيقلدهم ويسير معهم ويقتدي بهم من رأى عملهم وثباتهم
فمن صبر نفسه معهم فاز ، وكيف لا يفوز والله يدعو ويقول:
{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم }
وينهى سبحانه بعدم مفارقتهم فيقول
{ ولا تعد عيناك عنهم }
فالله الله في هؤلاء اصبر نفسك معهم لا تمل ولا تستعجل ولا تتحول ، ولا تحول
اهتمامك عنهم { تريد زينة الحياة الدنيا } فإنما هي متاع ، والدار الآخرة هي دار
القرار ، لا تغرك الحياة الدنيا فكل ما عليها زينة يستمتع بها أصحاب الزينة ، وينغر بها
أصحاب الترف ، فزينة الحياة الدنيا لا ترتفع ولا تصل بل ولا تساوي شيئا عند الذين
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ، ومع ذلك لم ينسوا نصيبهم منها ، لكنهم
جعلوها مطية يركبونها للدار الآخرة ، فسيرهم فيها وأخذهم منها واستمتاعهم بها
يريدون به وجه الله ، فلم تغرهم ولم تشغلهم ولم تكن همهم ، لقد كان همهم وغايتهم
وجهه الله ورضوانه ، فهم في واد وطلاب الدنيا في واد آخر.
أرجوا أن تعذرني على الإطالة وأن تتقبل مروري وتعليقي
و