عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2010, 09:26 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي الــنــفـــس وصـــور ضـــبـــطــــهـــا ( 2 )

السلام عليك ـ أخي الحبيب ـ ورحمة الله وبركاته

وأهلا ومرحبا بك في اللقاء الثاني من هذا الموضوع

إن النفس في الإنسان هي:

صورته وهواه ورغباته وشهوته

وهي أثر من آثار الروح التي تمنح النفسَ القوةَ لأداء خواصِّها بأمر الله تعالى ، كما قال بعض السلف:

« إذا دخلت الروحُ الجسدَ سُمِّي نفساً ، وبها تحسُّ النفس وتشعر وتبصر وتسمع وتشمُّ وتتذوق »

فإذا أخذ الله الروح وخلي الجسد منها ، فقدت تلك الحواس ، فماتت النفس التي عبَّر القرآن عنها في

قوله تعالى:{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ }

فعن طريق النفس ينصرف الإنسان إلى أمانيه المادية وشهواته الدنيوية

فعندها ينحطُّ بقدر ما يسمو به من فضائل وطاعات ، أو يعلو وترتفع درجاته بفعله للفضائل الإيجابية

فيرتقي من الدنو إلى العلو بقدر ما معه من الإيمان

يا أخا الإسلام: إذا جاهد العبد نفسه خضعت للتغيير والتبديل من حالة إلى حالة ، كما قال تعالى:

{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ }

فإذا هي تتقلب ، وتمرُّ عبر قوى أساسية تتمثل في قوى ثلاث:

قوة الشهوة .... وقوة الغضب .... وقوة العقل ....

فبالعفة تهزم الشهوة .... وبالشجاعة ينهزم الغضب .... وبالحكمة والحرص عليها يسمو العقل ....

ولجميعها يحتاجها الإنسان

فهو يحتاج إلى القوة الغضبية ليدافع عن نفسه

ويحتاج إلى شهوة المآكل والمشرب ليعيش

ويحتاج إلى شهوة النكاح ليتناسل

وحسب استخدام هذه القوى المذكورة تمرُّ النفس الإنسانية بمراحل تتصف فيها بصفات ثلاث:

وهي النفس اللَّوَّامة: قال تعالى:

{ لا أقسم بيوم القيامة وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }

تأمل كيف جاء القسم بالنفس اللَّوَّامة إثر قسمه بيوم القيامة للعلاقة الوثيقة بين مصير النفس وقيامها

في ذلك اليوم ، حيث تقف فيه وحيدة دون نصير قال تعالى

{ فماله من قوة ولا ناصر }

فقطع كل سبب يمكن أن يكون للإنسان يوم القيامة

فنفى ما عند الإنسان من قوة داخلية ، ونفى ما له من قوة خارجية .

أخي المسلم : يعيش الإنسان مع نفسه في صراعات مع الخير والشر ، فإذا ارتكب ذنباً أو خطيئة

شعر في داخله بعدها بإحساس يؤنِّبه ، وتمنَّى لو لم يفعله ، وإذا عاد إليه ثانية ضعُفت خاصية الشعور

بالذنب والخطيئة ، وانتقل صاحبها إلى مرحلة الميل إلى المعصية واستحسانها ، لتنتقل نفسه من لوَّامة

إلى أمَّارة بالسُّوء ، حيث تميل به نفسه إلى السوء والشر وحب العصيان ، والغفلة عن الطاعة والعبادة

والنفس الأمَّارة بالسوء:

نفسٌ استحوذ عليها الشيطان وسيطر على سلوكها وأخلاقها ، فأنساها ذكر الله

وهذه النفس تعلِّل فجورها واستمرارها في المعصية ، فتنسب كل ما يفعله الإنسان إلى البيئة أو الآباء

أو المجتمع ، فتستكبر عن النصح والموعظة لتقع في الظلم

{ وقد خاب من حمل ظلما }

وهذا والله هو الخسران المبين

{ قل إِنَّ الخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ }

وسبب ذلك حدَّده الشارع في قوله تعالى:

{ لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُواًّ كَبِيراً }

أستودعك الله إلى لقاء آخر ـ بإذن الله ـ

والسلام عليك ورحمة الله.
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس