
رد : ولم تكن إلا غفوة قصيرة ....!
بارك الله فيك أخي الحبيب
موضوع جميل .... هزني لأن أزيد وأقول:
إنا لنفرح بالأيام نقطعها <<<<< >>>>> وكل يوم فيها يدنى من الأجل
فكيف يفرح من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته ، وسنته تهدم عمره؟
كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله ، وحياته تقوده إلى موته؟
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
" كيف نفرح والموت من ورائنا
والقبور أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنم طريقنا ، وبين يدي ربنا موقفنا؟
" يا لها من كلمات موجزة في عدد حروفها ، كبيرة في دلالاتها ومعانيها ، موت ثم
قبر ثم قيامة ثم طريق على متن جهنم ثم وقوف بين يدي العزيز الحكيم ، فما هي حصيلة
الواحد منا في عمر محدود بالساعات والثواني؟
إن كسب الواحد منا مرتهن بين ربح أو خسارة
{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا } يره رأي العين ويجده محضرا
{ في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها } يقال له في لحظة
{ اقرأ كتابك كفى بنفسك عليك حسيبا }
فيأخذ صحيفة أعماله بيمينه يجد فيها خيرا عمله في أيام قد خلت
يجد الصلاة والصيام والحج وقراءة القرآن والإيمان والعمل الصالح ، فهذا يفرح
{ فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } ويقول
{ هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه }
كنت أعرف أنني سأقف هذا الموقف فأعددت له ، فهذا كتابي اقرؤوه
لقد كانت النتيجة لهذا العبد الصالح أن قيل عنه
{ فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا }
يا لها من عيشة وسعادة هو فيها
{ فهو في عيشة راضية في جنته عالية قطوفها دانية }
يقال له كل وأشرب هنيئا بسب ما قدمت من الأعمال الصالحة في أيامك التي مضت في الدنيا
ومن عمل { مثقال ذرة شرا } يره { في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها }
فيأخذ صحيفة أعماله بشماله فيجد فيها
ضياع الصلاة ... وهجر القرآن .... وجميع الشهوات والشبهات ... والأعمال السيئات فيقول:
نادما متحسرا { يا ليتني لم أتوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني
ماليه هلك عني سلطانيه } إنها وقفة طويلة ، وحسرة مديدة ، يتمنى أنه لم يقف ولم يأخذ كتابه
كيف يدعى؟
أين سيذهب به؟
ما ذا سيقال له؟
أسئلة كثيرة جوابه كما قال الله { فسوف يدعوا ثبورا } أي: هلاكا { ويصلى سعيرا }
لقد كان في الدنيا وفي أيامها ولياليها وشهورها مستخف ومستهون بنظر الله إليه
وكان ربه به بصيرا ، يراه حين يقوم ، يسمع كلامه ويلم أعماله ، انظر وتأمل كيف انطوت صفحة حياته
ويوم وقف على الحقيقة التي لا بد لكل واحد منها أن يقفها ، قال
{ يا ليتني قدمت لحياتي} { يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله }
يطلب الرجعة للدنيا فيقول { رب ارجعون }
لماذا؟
ما السبب؟
وما الهدف؟
{ لعلي اعمل صالحا }
فيأتي الجواب من رب العزة والجلال { كلا }
ألا فلنعمل صالحا قبل أن يقول أحدنا { يا ليتني قدمت لحياتي }
فقدم لحياتك ما دمت في سعة
__________________
عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة