الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا الكريم الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
وبعد .
فإكمالا لما بدأته من بيان تناقضات المعلقيَن على إمتاع السامر ، أسرد فيما يلي الجزء الثالث من تلكم التناقضات التي صدرت من ذينك المعلقين ، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها إخواني إنه سمع مجيب .
التناقض الرابع عشر :
عند كلامهم عن نسب قبيلة شَمَّر فمرة ينسبونهم إلى لام من طيء ومرة إلى عَبيدة .
**قالوا في ص 458 : "الشائع أن شمر قبيلة تنتمي إلى طيء القديمة من كهلان من القحطانية كما يقول علماء النسب"
**وتناقضوا تناقضا فاحشا في ص 485 حيث قالوا : " قد يتفق هذا القول من ناحية تنسيب شمر إلى عبيدة القحطانية"
التناقض الخامس عشر :
عند كلامهم عن نسب أشراف الحجاز ، ومعلوم أن الأشراف جميعهم هاشميون .
**قالوا في ص 377 – 378 : "أما أشراف الحجاز فجلهم حَسنيون ما عدا أشراف المدينة فهم حُسينيون وهم في هذه الأرض منذ القدم ، والقول بأنهم هاشميون يحتاج إلى سند صحيح "
انظروا كيف ناقض آخرُ كلامهم أوله ؟؟؟ !!! قاتل الله الجهل الأعمى .
التناقض السادس عشر :
عند كلامهم عن نسب آل يزيد وقبائل عسير ، فمرة ينسبونهم إلى عنز بن وائل العدنانية ، ومرة ينسبونهم إلى قبيلة عك بن عدنان.
**قالوا في ص 139 : "آل عائض ينتسبون إلى قبيلة بني مغيد كما قال فؤاد حمزة "
ونقلوا عن المدعو هاشم النعمي في نفس الصفحة قوله : " فهم من عشيرة آل يزيد من قبيلة بني مغيد إحدى قبائل عسير "
**وقالوا في ص 134 : " ومعروف أن آل يزيد من عنز بن وائل من العدنانية ، وذلك استئناسا بما جاء في الجزء الأول من الإكليل للنسابة الهمداني أن عنزاً بن وائل أولد رفيدة و أراشة ، فأولد رفيدة ربيعة ومعاوية "
ونقلوا عن المدعوا هاشم النعمي في ص 166 قوله : " فأولد أراشة عسيراً وقناناً وجندلة "
**ثم تناقضوا فقالوا في ص 371 – 372 : " أقدم من ذكر اسم عسير كعلم على قبيلة الهمداني في الجزء الأول من كتاب الإكليل حيث نسب عسير إلى أراشة بن عنز بن وائل من العدنانية ويُحمل كلامه في قوله: عسير يمانية تنزرت ، بأنه يرمز إلى الجهة التي جاءت منها قبيلة عسير إلى السراة ، وعلى أي حال فكلامه مرجوح ... "
**وتناقضوا تناقضا قبيحا فقالوا في ص 286 : " وقد أوضحنا أن اسم عسير يُطلق على أربع قبائل من مجموعة القبائل العربية القديمة وهي قبائل عدنانية فهم أبناء عسير بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبدالله بن عك بن عدنان .... وقد تفرعت قبيلة عسير إلى عدة أقسام ، ولد أسلم وهم بنو مغيد وعلكم أبناء أسلم بن عليان بن عسير ، ورفيدة وهم أبناء رفيدة بن سبيعة بن عليان بن عسير ، وليست رفيدة بن عنز بن وائل فهذه عكية عدنانية وتلك نزارية معدية عدنانية ، والقسم الرابع بنو مالك وهم أبناء مالك بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبدالله بن عك بن عدنان ... "
فانظروا إلى تناقضهم القبيح مرة إلى عنز بن وائل ومرة إلى عك بن عدنان هذا مع أن حمد الجاسر قد ذكر في كتابه " سراة غامد وزهران " نسب قبائل عسير السراة الثابت الصحيح وهو إلى أسلم من الأزد ، مع أنه يوجد عنده بعض الأخطاء في ذلك الرسم .
وهذه صورة للرسم البياني الذي ذكره حمد الجاسر .
التناقض السابع عشر :
عند كلامهم عن انسحاب الأتراك من عسير .
**قالوا في ص 299 : " إلى أن جلى الأتراك بمحض اختيارهم عن منطقة عسير عقب الحرب "
**وقالوا في ص 411: " حيث تلقى متصرف عسير محيي الدين باشا أمرا من حكومته بإخلاء عسير والرحيل بحرا"
**وتناقضوا في ص 435 فقالوا: " كما لن يجد أن أمر انسحاب الترك من عسير وتسليمها إلى آل عائض جاء بأمر السلطان العثماني وإنما المعروف الذي يدركه من قرأ التاريخ أن السلطات العثمانية قد تنازلت مُرغمة وتخلت عن البلاد العربية "
التناقض الثامن عشر :
عند كلامهم عن تسليم الأتراك حكم عسير إلى الحسن بن علي آل عائض، مرة يقولون أخذها بدون جهد ومرة تولاها بصفته نائبا للمتصرف وأبرز آل عائض ومرة سُلمت إليه من قِبَل المتصرف .
**قالوا في ص 305 : " فعُينَ أحدهم وهو حسن بن علي بن عائض معاوناً للمتصرف في أبها وعندما جلى الأتراك عن المنطقة تسلم إمارتها دون جهد "
**وقالوا في ص 435: " كما لن يجد أن أمر انسحاب الترك من عسير وتسليمها إلى آل عائض جاء بأمر السلطان العثماني ..... ولا يُعرف مطلقاً أنه نظَّمَ على إثر ذلك اجتماعا لتحديد من يتولى الأمر وأمر ولاية العهد ، غير أن حسن بن علي تولى الأمر بصفتهِ نائبَ المتصرف وأبرز آل عائض "
**وتناقضوا في ص 475 فقالوا : " وعند انسحاب المتصرف التركي سلَّم الإدارة في عسير إلى حسن بن عائض هذه هي حقيقة الأمر "
التناقض التاسع عشر :
عند كلامهم عن سبب دخول جيش الملك عبدالعزيز إلى عسير أيام الأمير الحسن بن علي بن عائض.
**قالوا في ص 294 : " حقيقة الأمر أنه عندما استقل حسن بن علي بن محمد بن عائض بـ عسير ، على إثر خروج الترك من البلاد قام بإدارة المنطقة بشكل قبَلي فكرهه الناس ، وأخذ رؤساء القبائل ووجهاء عسير يطلبون من الملك عبدالعزيز أن يتوسط في الأمر "
**و ناقضوا أنفسهم في ص 305 ف قالوا : " فعُيَّنَ أحدهم وهو حسن بن علي بن عائض معاوناً للمتصرف في أبها وعندما جلى الأتراك عن المنطقة تسلم إمارتها دون جهد ..... ولم تستمر إمارته أكثر من سنتين عاشتها المنطقة في اضطراب وقلاقل إلى أن لبى الملك عبدالعزيز دعوة أكثر رؤسائها وأعيانها لاستعادة المنطقة إلى الدولة السعودية وتوطيد أركان الأمن والاستقرار فيها "
**وقالوا في ص 423 : " كما أوفدت قبائل غامد وزهران وقحطان إلى الملك عبدالعزيز تطالبه بردع ابن عائض عن ظلمه واستبداده بجهاتهم ، فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن ارسل بواسطة أولئك العلماء إلى حسن بن عائض يدعوه إلى الرفق والرجوع إلى ما كان عليه أجداده حكام عسير السابقين من خيار السير في ركاب الدعو السلفية ، فركب حسن بن علي بن عائض رأسه ورد الوساطة قائلا إن في استطاعته أن يزحف إلى بيشة النخل بالقوة ، عن ذلك تيقن الملك عبدالعزيز أنه لا بد من استخدام القوة "
التناقض العشرون :
عند كلامهم عن عرض الملك عبدالعزيز إمارة عسير على آل عائض وموقفهم من ذلك .
**قالوا في ص 294 : " واستسلم حسن وابن عمه محمد بن عبدالرحمن لعبدالعزيز بن مساعد الذي أرسلهما إلى الملك عبدالعزيز في الرياض فعرض عليهما أن يعودا ولا يكون لهما من الأمر شيء ، لكنهما بعد العودة أخفرا ذمتهما وحاصرا والي ابن سعود في أبها "
**قالوا في ص 425 عند كلامهم عن أحداث عام 1338هـ : " واستسلم كل من حسن بن عائض وابن عمه محمد بعد أن طلبا الأمان فأجابهما القائد إلى ما طلبا وأرسلهما إلى الرياض فأكرم الملك عبدالعزيز قدومهما واتفق معهما على أن يكونا معه كما كان أسلافهما مع آل سعود وعرض عليهما أمارة عسير فأظهرا عدم الرغبة في الإمارة ووعدا بأن يتعاونا مع من يؤمره الملك ، وطلبا دعمهما بشيئ من المال فمنحهما الملك عبدالعزيز خمسة وستين ألف ريال وخصص لهما ولأسرتيهما مقررات شهرية .... وبقي محمد بن عبدالرحمن بن عائض في أبها أما حسن بن علي فقد استقر في الحرملة وسارت الأمور سيرا طبيعيا نسبيا إلا أن حسن بن عائض بدأ يحيك الدسائس ضد أمراء ابن سعود "
**وتناقضوا فيما بعد ذلك فقالو في ص 477 : " وأخذ عبدالعزيز يتصل بعائلة آل عائض مذكرا إياهم بالعلاقات السابقة والولاء القديم وأنه يكتفي بالولاء ، ويبقيهم أمراء على عسير إلا أنهم لم يقبلوا هذا الإغراء والاستمالة واعتبروا ذلك تدخلا في شؤنهم "
التناقض الحادي العشرون :
عند كلامهم عن طريقة القبض على الأمراء آل عائض وترحيلهم إلى الرياض .
**قالوا في ص 426 : " وبعد أن أغلقت الأبواب في وجوه آل عائض ودب اليأس في نفوسهم وثبتت لهم قوة عبدالعزيز وألا مناص من قبضته آثروا العافية واستجابوا لدعوة أمير أبها من قِبَل ابن سعود عبدالعزيز بن إبراهيم .... فقدم بنفسه إلى مقر آل عائض وبذل قُصَارى جهده ليطمئنهم على مصيرهم واستطاع بحِنكَتهِ أن يُقنعهم ويجمعهم إليه ثم يرحلهم إلى الرياض حيث استقبلهم الملك عبدالعزيز وعفا عنهم وأجزل لهم العطاء وخاطبهم قائلاً: إنني أرى من المصلحة أن تقيموا في هذه المدينة إلى جانبي إقامة دائمة "
**وتناقضوا فقالوا ص 467 : " أما آل عائض فقد عادوا إلى مقرهم الحرملة واتصلوا بالأمير عبدالعزيز بن إبراهيم الذي زارهم في مقرهم ثم فاوضهم على الرضوخ والإذعان لحكم عبدالعزيز إن أرادوا ذلك ، فقدموا باختيارهم إلى أبها فما كان من الأمير ابن إبراهيم إلا أن رحلهم إلى الرياض وهناك حكم عبدالعزيز خدمة للمصلحة وقطعا لدابر الفتنة أن يبقيهم في الرياض محل رعاية وتكريم إلى أن وافت معظمهم المنية هناك "
وتقبلوا من التحية والسلام .