المتمردون: مازلنا في مواقع غير معروفة في جبل دخان وننتظر الهجوم البري لمواجهته بأسلوب حرب العصابات
خادم الحرمين: المملكة قادرة على ردع كل معتد ودحره ورد كيده في نحره
تواصل نزوح العائلات السعودية من المنطقة العسكرية إلى مخيمات آمنة
جازان (السعودية) - صنعاء - وكالات: واصل الجيش السعودي, أمس, لليوم السابع على التوالي, قصف جيوب متنوعة في محيط جبل دخان على الحدود مع اليمن, كما سجل الطيران الحربي حضورا كبيراً بمشاركة طائرات "الأباتشي" للمرة الأولى, تزامناً مع تعزيز القوات البرية في جبال العارضة لتمشيطها من الحوثيين المتسللين, ووصول طلائع فرق مظلية من منطقة تبوك.
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ان المملكة قادرة على "ردع كل معتد", وقال ان "المملكة العربية السعودية قوية بالله سبحانه وتعالى وقادرة على ردع كل معتد ودحره ورد كيده في نحره".
وأكدت مصادر خاصة لموقع "العربية.نت", امس, استمرار القصف العنيف والمكثف على جيوب متنوعة حول محيط جبل دخان وصولاً إلى جبل الرميح والردة وجهات المشنق, كما شوهدت أضواء التفجيرات من مسافات بعيدة مع مساندة على فترات من المدفعية الثقيلة, وشعر بعض أهالي المحافظات الأخرى باهتزازات عديدة في الأبواب والشبابيك.
وأشارت المصادر إلى حصول اشتباكات في الدائري الشرقي لقرية الخوبة, من دون أن تفصح عن وجود إصابات, مؤكدة أن الحوثيين فروا بعدما ألحقت بهم خسائر فادحة, كما كشفت عن مشاركة طائرات للمرة الأولى مثل الطائرة الحربية الشهيرة "الأباتشي" في القصف الجوي, لافتة إلى أن هناك طائرات أخرى من المتوقع مشاركتها في الطلعات المقبلة للمرة الأولى.
وأوضحت أنه بعد تنامي ظهور الحوثيين بشكل أكبر في جيوب بجبال العارضة تم توجيه أكثر من كتيبة عسكرية إلى تلك الجهات لردع المتسللين وتمشيط المنطقة, فيما وصلت صباح امس, طلائع فرق مظلية تعزيزية من منطقة تبوك, من المتوقع نقلها للمواقع الميدانية بأسرع وقت ممكن.
وعلى نطاق التسللات الفردية, تفاجأ بضعة أفراد من حرس الحدود في قرية نزح أهلها بمرور شاب صغير السن على حمار مدعياً أنه في طريقه للحاق بأسرته النازحة غير أنه وبعد بضع خطوات سحب سلاحاً من تحت ملابسه وحاول مبادرة أفراد الحرس, ولكنهم كانوا أسرع منه وأردوه قتيلا.
وفي حالة ثانية تم إلقاء القبض على اثنين من المتسللين في مثلث الجربة التابعة لمحافظة أبو عريش, متنكرين بملابس نسائية, ولم تجد القوات السعودية أي مقاومة من الحوثيين عند القبض عليهم.
في المقابل, قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام في اتصال مع وكالة "فرانس برس" في دبي ان القصف السعودي استؤنف أمس, بعد الساعة الثامنة صباحاً, وأشار إلى أنه كان كثيفاً يوم أول من امس, زاعماً أن القوات السعودية استخدمت "قنابل فوسفورية حرقت مناطق جبلية", الأمر الذي تنفيه المملكة بشكل قاطع.
واضاف عبد السلام ان القصف السعودي شمل أهدافاً "داخل تراب اليمن", وان ما يعلنه السعوديون عن محاربة متسللين حوثيين الى الاراضي السعودية واقتصار العمليات ضمن نطاق ارض المملكة, ما هو سوى "مجرد ذرائع لهجوم منظم", حسب زعمه.
وافاد ان "غارات سعودية مكثفة شنت منذ ليل الاحد والمناطق المستهدفة شملت مدينة الملاحيظ (7 كلم داخل اليمن) وقرى سوق الحصامة وقرى مديرية شدا وقرى يمنية اخرى المتاخمة للحدود السعودية".
وقال عبد السلام ان السعودية "لن تتمكن من تحقيق اهدافها" وان المتمردين الحوثيين "ينتظرون الهجوم البري" السعودي ليواجهونه بأسلوب حرب العصابات, ونفى أن تكون القوات السعودية سيطرت على جبل دخان الحدودي, مضيفاً "ما زلنا في جبل دخان" و"ليس لدينا مواقع ثابتة ومعروفة".
وذكر أن المتمردين سيعرضون شريطا مصورا لجندي سعودي أسير لديهم, مجدداً التأكيد أنهم اسروا عددا من الجنود السعوديين فضلاً عن السيطرة على مركبات تابعة لقوات المملكة.
ونشر الحوثيون على موقعهم الالكتروني صوراً لجنود يهرعون تحت وابل من النيران, زعموا أنهم سعوديون, اضافة الى صور مركبتين من طراز "هامر" ومستندات.
في سياق متصل, استمر النزوح الكبير لأهالي محافظة الخوبة السعودية بقراها ال¯240, في ظل تهيئة المخيمات واستكمالها وكذلك توفير كل الاحتياجات, ومن ذلك تزويد الخيام بالمكيفات وتوفير دورات المياه, مثلما حدث في مخيم الإيواء في أحد المسارحة.
وذكرت مصادر قبلية أن عملية اجلاء المواطنين السعوديين من المناطق الحدودية تشمل حوالي خمسين ألف نسمة, موضحة أن المنطقة العسكرية, التي أعلنتها القوات السعودية, تمتد على طول أربعين كيلومتراً على الحدود من اليمن وبعمق عشرة كيلومترات, وهي تمثل السواد الاعظم من قرى محافظة الحرث في منطقة جازان.
ورغم أن وزراة المالية أكدت التزامها توفير سكن ومبلغ ألفي ريال لكل أسرة نازحة, إلا أن مراسل موقع "العربية.نت" ومن خلال جولة في مخيم إيواء المسارحة, رصد في لقاءات مع العديد من الأسر النازحة نفيهم لأي مساعدات مالية صرفت لهم, فيما تم توفير الخيم وتوفير المتطلبات الأساسية.
وأوضح ممثل "الندوة العالمية للشباب الإسلامي" أحمد الراجحي أن العقارات شغلت في محافظات أحد المسارحة, وصامطة, وصبيا, وأن البحث جار عن شقق وأماكن سكن في محافظات بيش والدرب والعديد من المحافظات الأخرى, حيث وصلت تأكيدات ملزمة بسرعة توفير سكن لائق لكل أسرة نازحة, مشيرا إلى أنه تم إسكان ما لا يقل عن 550 شخصا في المخيم, فيما تم إسكان 770 شخصاً في شقق تم استئجارها لهم, في حين يواجه العديد من النازحين الذين يصطحبون مواشيهم مشكلة المكان المناسب وهو ما يلزم الجهات المعنية بتدبر وضعهم الخاص.
تقبلوا تحياتي