عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2009, 09:34 PM
  #1
عايض الفهري ابوبندر
عضو ذهبي
 الصورة الرمزية عايض الفهري ابوبندر
تاريخ التسجيل: Jun 2009
الدولة: الرياض
المشاركات: 3,724
عايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond reputeعايض الفهري ابوبندر has a reputation beyond repute
Iwantattention كن هكذا ولا تندم

كن هكذا ولا تندم
________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تكون طيِّباً , حنوناً , سمحاً , متواضعاً ,

وعندما تتجاوز بعواطفك كل الحدود , فتحب

كل الناس , وتمدَّ يد العون لكل محتاج إليها

سواء طلب منك أو لم يطلب , وتعمل على

نصرة كل مظلوم حتى لو أدى ذلك إلى الإضرار

بك , وتنسى واجبك نحو نفسك وأهلك وتتكلف

في سبيل الآخرين ما تطيق وما لا تطيق ,

وتتجاوز في ما تفعل مقولة المصطفى صلى

الله عليه وسلم إمعاناً في فعل الخير فتحب

للآخرين أكثر مما تحب لنفسك أحياناً فتبلغ

بذلك قمة ( الإيثـار ) ثم تجد نفسك من جراء

ذلك كله تقف في قفص الاتهام لأنك وعدت -

تطوعاً منك - في بذل قصارى جهدك لتحقيق

أمر ما , فلم تستطع فيتهمك صاحبه بأنك لا

تريد خدمته بدلاً من أن يشكرك على بذل الجهد

, وقد يستغل آخر مواهبك في الإخلاص وحبك

لفعل الخير فيوجهك - دون أن تدري - لتخدمه

فيما لا يستحق فينقم عليك آخرون , وقد

يعجب من تتطوع بخدمته وتحقق له ما يريد

فيسيء بك الظن ويعتقد أنك ترمي إلى هدف

أكبر من وراء ما قدمت له .



وعندما يكون أكبر عيوبك أن تحسن الظن بكل

الناس وتحسن الظن بنفسك فتعد بما

تستطيع , وبما لا تستطيع إيماناً منك بأن الله

سيوفقك في فعل الخير لمستحقه , واعتقاداً

منك بأن بذل الجهد في حد ذاته عمل عظيم ثم

تتلقى بعد ذلك أكوام اللوم , والعتاب والاتهامات

, وسوء الظن ممن خاب ظنهم فيك لعدم

قدرتك على بلوغ ما أرادوا منك .



وقد يأتيك صديق ناصح فيقول لك : إن هذه

طيبة مفرطة وأن الطيبة المفرطة في هذا

الزمن تعتبر ( غفلة ) ويعبرها البعض ( غباء )

وأن ( الخْبث ) و ( اللؤم ) و ( الأنانية ) هي

العملات الرائجة هذه الأيام في سوق التعامل

بين الناس , وقد يقول لك ناصح آخر بصدق :

إن طينتك الطيبة بحاجة إلى أن تعجن بأوقية

من ( الخبث ) لتستطيع التعامل مع العصر وإلا

فأنت ( مغفل ) لأنك تحسن الظن بداية

وتحسن النية في كل عمل , وتصدق كل ما

يقال وتتوقع من الناس ما تفعله لهم وعندما

يحدث عكس ذلك تصدم لكنك لا تتعلم , ولا

تعرف كيف تعاملهم بالمثل , فتحسن إلى من

يسيء إليك , وتعفو عمن تقدر عليه ومن لا

تقدر عليه , وترضى بسرعة إذا غضبت , ولا

تتسرب قطرة من حقد أو كراهية إلى قلبك

لأنك تغسله بذكر الله كل ليلة قبل أن تنام من

أوضار الدنيا , ذلك إيماناً منك بأن من يطمع في

عفو الله ومغفرته فليتسامح مع عباده .

ومع ذلك كله , عليك ألا تتغير , وثق تماماً أن

من يفعل ذلك يتولى الله أمره في كل شيء ,

ويتكفل بأجره وفقاً لقوله تعالى : (فَمَنْ عَفَا

وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) [ الشورى : 40 ]

ولا يكون الأجر على الله إلا في الأمور التي

يتجرد الإنسان فيها من الطمع في طلب

المثوبة وعدم انتظار الشكر أو الثناء من الناس ,

وهي أشياء زائلة ومؤقتة ولا تستمر طويلاً ,

لأن رأي الناس فيك قد يتغير في لحظة شك أو

سوء ظن أو وشاية أو هوى .

وثق تماماً أنك إذا طلبت مرضاته وحده في كل

ما تفعل وتقول فسيدافع عنك الله عز وجل :

(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ) [ الحج : 38 ]

وسيرضى عنك - بهداه وتوفيقه - كل من تريده

أن يرضى عنك من البشر , أما إذا طلبت رضا

الناس وحدهم فإنك ستلهث كثيراً وتتعب كثيراً

, ولن تظفر بالرضا الذي تريد , وقد قالت العرب

قديماً ( رضا الناس غاية لا تدرك ) .

لهذا فإن رب العباد اختصر لك الطريق حين

وجهك بالتقرب إليه لتجد نفسك قريباً من عباده

, افعل الخير لمن يستحق , فإن كان فيمن لا

يستحق , فإن الله لن يعدم أجرك , ولا تندم

على معروف قدمته لمن لم يشكرك ولم يحفظ

لك حسن صنيعك .

واستمر وسامح من كل قلبك , ولكي تثبت

لنفسك طهارة قلبك من رجس الانتقام ,

أحسن لمن أساء إليك في أقرب فرصة ممكنة ,

ولا تقل : إني تسامحت وكفى , فهذا دليل أن

في قلبك غلاّ عليه , وثق أنك حين تفعل ذلك

فستعلِّمه كيف يتسامح ويحسن , وسيكون لك

الأجر العظيم في فضل المحبة والتسامح بين

الناس , والدفع بهذه الأمة نحو مجتمع أنقى

وقلوب أطهر .

اجعل دعاءك كل ليلة قبل أن تنام ( اللهم إني

عفوت عمَّن ظلمني وأحسنت لمن أساء إليَّ

وتصدّقت بعرضي على الناس فاسترني فوق

الأرض واسترني تحت الأرض واسترني يوم

العرض وأدخلني في واسع رحمتك يا أرحم

الراحمين ) .

وأنت تعرف أن الإنسان المسلم ليس له مطلب

أعظم من الستر في المواضع الثلاثة التي

ذكرها الدعاء , في الحياة , وفي الممات ويوم

الحشر , وما أرخص الثمن أمام هذا العرض

العظيم , التسامح مع الناس والإحسان إليهم ,

واعمل بذلك الدعاء بصدق في معاملاتك

اليومية , وثق تماماً أن الطيب لا يستطيع إلا أن

يكون طيباً , فهل تستطيع الوردة أن تغير

رائحتها الزكية إذا ما شمها من لا يستحقها ؟

كذلك النحلة لا تستطع أن تستبدل عسلها

بـ ( السم ) وقد ضرب رسول الله صلى الله

عليه وسلم المثل بهذا المعنى حين قال :

( مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيباً ولا

تضع إلا طيباً ) .

فالعسل لا يمكن أن يكون مراً على لسان آكله

مهما خبثت دخيلة آكله , وليس أمام الطيب

من خيار إلا أن يكون طيباً , ولن تغير معدنه

أوقية من الخبث !









المصدر : التعامل مع النفس والناس كما علمنا

رسول الله صلى الله عليه وسلم


الدكتور : محمد أبو بكر حميد
__________________

عايض الفهري ابوبندر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس