عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-2009, 04:27 PM
  #78
المناضل السليماني
مشرف
المجلس الاسلامي
 الصورة الرمزية المناضل السليماني
تاريخ التسجيل: Oct 2006
المشاركات: 3,909
المناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond reputeالمناضل السليماني has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ايه الخطيب المبارك اليك سلسة من الخطب آآآآآآمل التثبيت

هذه الخطبة اخواني عن الجار وماله من حقوق والنهي عن إيذائه

الخطبة الأولى
الحمد لله وحده .............



يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها كلمة لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء من الإيمان)).

عباد الله: إن المسلم يسعى جاهداً ليكون ممن استكمل هذه الشعب وصار مؤمناً خالصاً كامل الإيمان، وإن من شعب الإيمان التي فرط فيها المسلمون: حق الجار.

عباد الله: إن حق الجار عظيم، ومن عظم حق الجار أن الله تعالى قرنه مع حق الله والوالدين والأرحام، يقول الله عز وجل: وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْنِ إِحْسَـٰناً وَبِذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّـٰحِبِ بِٱلجَنْبِ [النساء:36].

والجيران كما يقول العلماء ثلاثة، فالجار الأول له ثلاثة حقوق، وهو الجار المسلم ذو الرحم، الذي له حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة، أما الجار الثاني فهو الذي له حقان: حق الإسلام وحق الجيرة، وأما النوع الثالث فهو الجار الكافر، فهذا له حق واحد وهو حق الجوار.

واسم الجار كما يقول ابن حجر يشمل المسلم والكافر والعابد والفاسق والصديق والعدو والبلدي والغريب والنافع والضار والقريب والأجنبي والأقرب داراً والأبعد.

وأما حد الجار فاختُلِف فيه، فعن علي رضي الله عنه من سمع النداء فهو جار، وقيل من صلى معك الصبح في المسجد فهو جار.

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجار من أسباب السعادة والشقاوة فقال: ((أربع من السعادة:المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء:المرأة السوء والجار السوء والمركب السوء والمسكن الضيق))، ولقد عَظَّم الإسلام حق الجار أيما تعظيم، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه))، ولقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الجار كما في الآية الماضية، وكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وأكد على الإحسان إلى الجار إذ قال: ((خير الجيران عند الله خيرهم لجاره))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم))، ولقد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال له: ((يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك))، فالهدية بين الجيران تورث الألفة والمحبة بينهم، فما ينبغي لمسلم أن يحقر أي هدية تهدى إليه، فإن الهدية لا تدل على قدر المُهْدَى إليه ولا على مقدار المحبة التي في القلوب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة))، بمعنى فلتهدها ما تيسر ولا تستهن أو تستصغر شيئاً.

ولا شك أن الإحسان إلى الجار من أفضل الأعمال والقربات، كيف لا وهو سبب من أسباب نيل محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ((إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم واصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم))، والجامع لإكرام الجار هو أن ترجو له الخير وأن تقدم له ما استطعت من معروف وأن تمنع عنه الأذى أياً كان نوعه، قال العلماء: وجملة حق الجار أن يبدأه بالسلام ويعوده في مرضه ويعزيه في مصيبته ويخدم أهله بصنع الطعام فترة العزاء، ويهنئه في أفراحه ويصفح عن زلاته، وأن لا يتطلع من السطح على عوراته، وأن لا يصب الماء أو يضع القاذورات أمام داره، وأن يستر ما ينكشف له من عيوبه وأخطائه، وأن لا يغفل عن ملاحظة داره حال سفره وغيابه، وعليه بغض البصر عن حريمه والتلطف مع أولاده في الكلام مع إرشادهم إلى أمور دينهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

ويعظم ويتأكد حق الجار إن كان الجار مسكيناً أو يتيماً أو مسناً أو أرملة لا عائل لها،

أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.


الخطبة الثانية



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
كما أكد الإسلام على الإحسان إلى الجار، فكذلك توعد بالعقوبة من أساء إلى جاره، ولقد أقسم نبينا ثلاثاً مبيناً عظم ذنب أذية الجار فقال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن .. من لا يأمن جاره بوائقه))، وفي رواية لمسلم: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه))، ولقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشتكيه من أذية جاره، فقال له: اذهب فاصبر، فأتاه الرجل مرتين أو ثلاثاً، فقال له صلى الله عليه وسلم: ((اذهب فاطرح متاعك في الطريق))، ففعل ذلك، فجعل الناس يمرون به ويسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنون جاره وينالون منه، فجاء إليه الجار قائلاً: ارجع، لا ترى مني شيئاً تكرهه.

عباد الله إن حق الجار عظيم في الإسلام، ولقد تقدم معنا أن من حقوق الجار أن يغض الطرف عن محارمه، سواء عبر السطح أو النافذة أو من عين الباب السحرية، ولكن للأسف الشديد فإن شكوى الناس من تعديات جيرانهم في تزايد والعياذ بالله، ذلك لأن وسائل الإعلام الهدامة تزين للناس قيام العلاقات الآثمة مع بنت الجيران وأن ذلك أمر فطري طبيعي، والنبي صلى الله عليه وسلم يجيب من سأله أي الذنب أعظم؟ فيقول: ((أن تزاني حليلة جارك)).

فاتقوا الله عباد الله وصونوا حرمات جيرانكم كما تصونوا حرمات أمهاتكم وأخواتكم، تفقدوا جيرانكم وتعاهدوهم بالصلة والسؤال، واتقوا الله فيهم ولا تؤذوهم، فليس بمؤمن من آذى جاره، وإن من أذية الجار أن يرفع المرء صوت المذياع أو المسجل بالموسيقى التي تغضب الله وتؤذي الجار المسلم.

ومن الأذية رمي القاذورات أمام بيت الجار وهو أمر كان يفعله المشركون مع نبينا صلى الله عليه وسلم، كذلك من الأذية تجمع الصبية والشباب مع أصحابهم أما بيت الجار، مع ما يصحب ذلك من ضجيج وإزعاج وربما كلمات نابية قذرة وهيئات وأشكال مزرية قبيحة تؤذي أعين الناظر إليها فضلاً عن أذية الجيران، ومن الأذية كذلك خروج النساء سواء كن ربات البيوت أو الخادمات من البيوت وهن متبرجات متهتكات، فذلك أيضاً يؤذي المؤمنين ويغضب الله رب العالمين، فاستروا بناتكم وزوجاتكم والخادمات اللاتي تحت أيديكم، ولا تؤذوا جيرانكم وعباد الله بمناظرهن، ولا تجعلوهن عرضة لأذية الفساق، والله تعالى يقول: ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59].

عباد الله صلوا على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم الله بذلك حيث قال سبحانه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
__________________

المناضل السليماني غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس