عين النظافه , والمئتا ريال !!
عين النظافه , والمئتا ريال !!
بينما وأنا اتصفح أحد المنتديات أستوقفني هذا الكاريكاتير الذي يصف ردة فعل الشعب السعودي بعد قرار المخالفات وتغريم من يقوم برمي النفايات في غير مكانها المخصص .
فبعدما كانت المدينه تكثر بها الأوراق الطائره والنفايات المرميه التي توهمك في بعض الأحيان بأنك تعيش في بلد من قمامه ولولا الله ثم ما يقوم به عمال النظافه من جوب الشوارع والحدائق وتنظيفها لكانة أعظم , ففي يوم الجمعه الذي يوافق عطلة عمال نظافة الشوارع نرى العجب من النفايات المرميه والمتطايره هنا وهناك , والفاعل طبعاً أشخاص غير حضارين لا مبالين وهمجيين , وللأسف في معظم الأحيان من اهل البلد ! .
ردة الفعل كانت شارع نظيف وأماكن نظيفه جميله خاليه من الأوراق المرميه أو العلب الفارغه أو المسكوبه , نعم أنه منظر جميل يشعرك بأنك تعيش في بيئه نظيفه جميله تواكب الحضاره والتقدم والرقي في نظافتها وأناقتها , فالنظافه ليست نظافة البدن أو الملبس أو المركب أو المنزل الذي تعيش به فحسب , وإنما منزلك الأكبر الذي تعيش به أنت وأبنائك وأخوانك وأقاربك وأصدقائك وجيرانك وباقي من تعرف ومن لا تعرف , هو بلدك الذي بنظافة شوارعه ومساكنه ومرافقه العامه والخاصه يعكس نظافة أفراده وثقافتهم وتحضرهم , الذي أنت تشكل فرداً منهم وعنصراً مساهم في وطنك بدفعه للتقدم والحضاره والرقي أو عبئاً ثقيلاً يقف أمام هذه الحضاره .
هذا القرار كان مصحوباً بالتذمر من قبل البعض لخوفهم من الغرامه والدفع , هناك من طالب بالإكتفاء بالحمالات التوعويه والإرشاديه بدلاً من الغرامه لكونها توصل المطلوب بدون دفع أي غرامات تضر البعض خصوصاً غير القادرين على دفعها . في رأيي التغريم هو عين الصواب لأنها تعتبر غرامات رمزيه هذا أولاً , وأن من يقوم برمي المخلفات في غير أماكنها هم بالأصل أشخاص همجيين وبدائيين وغير حضاريين لا يعيرون للحملات التوعويه أي أهتمام , وينظرون إليها من باب الكلام الزائد الغير منطقي والامقبول .
فلو نظرنا إلى الدول المتقدمه في أوروبا وأمريكا وباقي أنحاء العالم لعلمنا أن حبهم وتمسكهم بالنظام لم يأتي إلا بعد التغريم وفرض العقوبات على المخالفين ولنا في سنغافوره خير مثال حيث تصل غرامة رمي الورقه الصغيره في الشارع إلى 500 ريال تقريباً .
فالقصد من التغريم أو العقوبه هو التربيه على إتباع النظام وليس لجلب المال لصالح خزينة الدوله على حساب أفرادها . فحين تصدر غرامه بحقك فهي بمثابة توبيخ لك لأنك شخص غير حضاري لا مبالي لا تحمل مباديء وقيم حضاريه .
فحبذا نكون شعب واعي متفهم يتبع النظام منطلقاً من مبادئه وقيمه التي يحملها وليس خوفاً من العقوبه . أما العقوبه فلتكن مربياً ومعلماً لمن لا يحمل قيم ومباديء تجبره على إتباع النظام ليصبح أتباع النظام أمراً فطرياً للأجيال القادمه .
بقلم : عبدالله القحطاني