عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2009, 04:17 PM
  #1
سعد الجروي
عضو نشيط
 الصورة الرمزية سعد الجروي
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 300
سعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond reputeسعد الجروي has a reputation beyond repute
افتراضي ماذا لو أختلفنا؟؟

صلى الله عليه وسلم في حل الخلاف(3)

هو موقف الرسول- صلى الله عليه وسلم- في قضية سيدنا حاطب بن أبي بلتعة عند فتح مكة. فلو صُنف هذا الموقف باصطلاحات العصر الحديث لكان الخيانة العظمى وإفشاء أسرار عسكرية. وهاتان التهمتان هما أقصى ما يمكن أن يُحاكم عليه إنسان في العصر الحديث وعليهما أقسى عقوبة. فلنرى كيف تعامل معها المصطفى الأمين- صلى الله عليه وسلم- ونستخلص منها بعض العبر:



أولاً: التحري الدقيق وعدم الأخذ بالشبهات:

وهذا ما أراده النبي- صلى الله عليه وسلم- حين أرسل بعض الصحابة لإحضار الخطاب من المرأة. فلقد أعلمه ربه بالحقيقة والجميع على يقين من ذلك ولكنه الدرس الذي أرادنا الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن نتعلمه، فلا بد من التحري الدقيق وعدم الأخذ بالشبهات وأن تكون البينة على من ادعى، فإذا كان ذلك من الصادق المصدوق- صلى الله عليه وسلم- فإنه ممن دونه أولى وأوجب. إنه درس في الأخذ بالأسباب وبذل الجهد والمشقة لمعرفة الحقيقة وإقرار العدل في أي خلاف، فعلى كل قائد مهما كان موقعه أن يُجهد نفسه في التحري الدقيق للحقيقة.



ثانيًا: إبداء الرأي والدفاع عن النفس:

لقد سمع المصطفى- صلى الله عليه وسلم- من حاطب دفاعه كله وأعطاه الفرصة الكاملة لذلك. وما كان- صلى الله عليه وسلم- في حاجة لذلك ولكنه القدوة- صلى الله عليه وسلم- يرسم لنا الطريق. فلنستمع جيدًا من صاحب المشكلة وليقل كل ما يريد ليدافع عن نفسه ويبرر ما قام به من عمل- من وجهة نظره- دون الحجر عليه. وهذا في الواقع واجب على القيادة، أن تطلب الاستيضاح ثم تنظر فيه وتحكم عليه بعد ذلك.



ثالثًا: أخذ العذر مأخذ الجد:

فإذا اعتذر فرد عن خطأ ما وأبدى عذرًا تقبله القيادة فليُفتح له باب الرجعة ولا نوصد في وجهه الأبواب. فخطأ حاطب جسيم ومع ذلك قبل الرسول- صلى الله عليه وسلم- اعتذاره ورده للصف ردًّا جميلاً ورفض أن يعتبره من المنافقين.



رابعًا: عدم نسيان الفضل والسبق:

فإذا أخطأ إنسان فلا بد أن يقدر الخطأ بقدره، وإذا كانت هناك أدنى فرصة لإعادته للصف وعدم إبعاده أو ابتعاده، فيكون ذلك أولى خصوصًا إذا كان له فضل وسبق. لا نريد أن نقلب ظهر المجن لمن يُخطئ وأن ننسى كل ما قدم وذلك ما دام الخطأ لم يتكرر ولم يُصر عليه. ولا بد من اعتبار لحظات الضعف البشري وعدم تجاهلها. فليس الأفراد بملائكة أخيار ولا أنبياء معصومين. ويظل للخطأ دائرته التي لا ينبغي تجاوزها.



وقد نزل في هذا الموقف قوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ...﴾ (الممتحنة 1) ولقد اعتبر بعض العلماء هذه الآية منقبة عظيمة لحاطب- رضي الله عنه- لأن في ذلك شهادة له بالإيمان.

__________________________________________________ _____________________________________
دمتم سالمين
__________________
[لا أحد أكبر من أن يستفيد … ولا أحد أقل من أن يفيد … من جهلنا أخطأنا …. ومن أخطائنا نتعلّم
سعد الجروي غير متواجد حالياً