..:: كاتب مبدع ::..
مشرف
مجالس الإسلام والحياة
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: ؟؟؟
المشاركات: 6,432

أحذروا داء البخل
كم هو صغير وحقير ذاك الرجل الذي يبخل على نفسه وزوجته وأولاده وقد رزقه الله مالا وجاها
نعم يظل صغيرا في أعين الناس ويظل عبدا لهذا المال يجمعه ويخدمه بدل أن يخدمه المال
سبحان الله لو كان هذا الرجل فيه من الصفات الحسنة والجميلة الكثير من صلاة وعبادات أخرى وحسن خلق
وعمل وانظباط وكان فيه هذا الداء أي داء البخل لكرهه الناس ونسوا جميع تلك الصفات الحسنة ولنبذوه وكرهوه
لأجل بخلهوحرصه الشديد على المال.
أذكر ان رجلا كان يسكن في حينا رحمه الله وكان عنده مال وعقار وخير كثير وكان صاحب صلاة ومنضبط في عمله
وصاحب نكته مع الناس لكن ولكنه شديد الحرص على المال ومقتر على نفسه وأهله كثيرا لدرجة أن الناظر إليهم
يظن أنه من المستحقين للزكاة فالهيئة رثة والسيارات قديمة وخربة بل أنني دخلت بيته بدعوة من ابنه وهو صديق لي
ووجدت المجلس في حالة يرثى لها ولم أكن اتصور ان يكون بهذا الشكل الموكيت قديم ومغبر والكنب قديم ويصدر
نغمات عند الجلوس عليه والقيام منه والجدران بعضها متصدع ويحتاج ترميم ومكتبة التلفزيون تحتضر .....؟؟؟؟؟
سألت نفسي أيعقل هذا أين الأموال التي يملكها وأين دورها في حياة هذا الرجل ....؟؟؟؟؟
بئس والله المال الذي لايخدم صاحبه
يظل الرجل يجمعه ويعده ويعتني فيه ويخدمه
إلى متى ...؟؟؟
إن لم يخدمني مالي فلاخير فيه
قال تعالى واصفا حال هؤلاء (( ويحبون المال حبا جما ))
وعلى النقيض تماما تجد الرجل الكريم ولو كان مقصرا في عبادته ومرتكبا لبعض المنكرات
أفضل عند الناس من ذاك العابد البخيل أقولها مع كل أسف طبعا لأن البخل يطمس كل فضيلة بل يمحو أثرها
وهناك فرق بين الكرم وبين السخاء في نظري
فالكرم هو البذل مع قلة المادة والمال
والسخاء هو البذل مع توفر المادة
فالكرم أفضل من السخاء ومقدم عليه
وهناك أبيات أعجبتني بخصوص البخل :
إن الكريمَ الذي لا مالَ في يدِهِ = مثلُ الشجاعِ الذي في كفِهِ شللُ
والمالُ مثلُ الحصى ما دام في يدِنا = فليس ينفعُ إلا حينَ ينتقلُ
وءامرةً بالبخلِ فقلت لها اقصري = فليس إلى ما تأمرين سبيلُ
أرى الناسَ خلانَ الجوادِ ولا أرى = بخيلاً له في العالمين خليلُ
وإني رأيتُ البخلَ يزري بأهلِهِ = فأكرمتُ نفسي أن يقالَ بخيلُ
نحن في زمن يعد فيه أهل الكرم والجود على أصابع اليد لاأدري أهو طبع في الناس تطبعوا به أم هو
قلة ذات اليد وتراكم الديون التي جعلت البعض يهجر المناسبات لئلا يقع في حرج إكرام الضيف ودعوته
وعلى قولة البعض يدق اللطمة ويصد عن العزايم والمناسبات ؟؟
أم أنه تهاون في هذا الجانب وإهماله
أنا لااحب الهياط والسمعة والتي يقصد منها الإستعراض والتكبر أو إسكات الضيف حتى إذا رجع إلى أهله
يقول بيض الله وجه فلان عمل كذا وكذا ....؟؟؟؟
وهو مايقع من الكثيرين مع الأسف
اللهم ارزقنا شكرك وشكر نعمتك واجعل اعمالنا خالصة لوجهك الكريم
بقلم أخوكم/ مقبل بن حمود السحيمي