
عندما يتلاشى الحلم !!!
ليحل محلها ضحكة الألم !!!
لا أحد يسمع دقات عقارب الساعة مثلي ، فأنا اسمعها كل يوم
كل دقيقة وثانية تمر علي بطيئة .
كل البشر تقول أن الزمن سريع إلا أنا فهو بطيء لأن أبني بعيد عني كم أتمنى
يا فيصل أطوي الزمن بيدي لأراك عائدٌ إلي بالشهادة التي أحلم بها عمري كله
قطع حبل أفكاري بك رنين الهاتف إنه أبني ومن كنت أفكر به كان هذا الاتصال
في تمام العاشرة ليلاَ ..
كم أنا متلهفة لحديثك ولسماع صوتك يا بني
لكني وجدت صوت أبني وكأن هناك شيء يخفيه عني
قلت له أنا أشعر بك أحس بك
ماذا بك؟
قال أمي أنا تزوجت
ماذا ماذا تزوجت !!
كان يتحدث وأنا صامته وقد تحجرت الدموع في عيناي
بدأت أستعرض شريط حياتي منذ وداعي له في المطار إلى هذه
اللحظة ..
فيصل ضعف نظري من أجلك
كل ليلة ينام الناس إلا أنا فحنيني وشوقي لك قطع أحشائي
أصبحت لا أبكي لفقدك لأن دموعي جفت ..
ارتسم الحزن على وجهي وأنا أضحك ضحكة بألم لم أعرف معنى الضحك والابتسامة
الحقيقية منذً رحيلك ..
أنظر إلى أقرانك وزملاء الدراسة معك هنا فكلما تذكرتهم زاد ألمي ونحل جسمي من أجلك
لم يعد لزاد طعم وأنت بعيد عني ، عندما أسير في الطرقات يشد انتباهي من هم في سنك
فأنظر إليهم وقلبي يتفطر حزناَ وألماَ لأنني أفتقد روحي ..
وضعت صورتك أمامي فأفتح عيني عليها وأغمض عيناي عليها
كل أملي أن تعود بحلمي الذي أنتظرته العمر كله وهو الشهادة وهذا ما يواسي وحدتي ويزيد من
عزيمتي لأتحمل بعدك عني ..
ماذا سأقول لأبي ولأخي وهم عارضوني في سفرك
ماذا ماذا ماذا سأفعل ...
هل يتلاشى حلمي ؟؟ّّ
لم أعد أسمع حديثه قطع حواري معه دمعة نزلت وكأنها جمرة أحرقت خدي
فقال أمي
هل تبكين؟
فقلت له فيصل هل سيتلاشى حلمي؟؟
فقال لا
إذا على الشهادة سوف أتي بها لا تخافي
قلت له وداعاَ يا بني
فقال يا أمي انتظري أنا لم أتزوج فقد كانت مزحة..
ولكن أعلم في قرارت نفسي إنها الحقيقة لكنه تراجع خوفاَ علي
أقفلت الهاتف ووضعت رأسي على مخدتي فهي الوحيدة التي تسمعني تعرف ما بداخلي بدأت
الدموع وأتذكر جميع ما مضى..
ولكني لن أستسلم
لن أفشل فقد تحديت العالم بأجمعه فهو وحيدي ، أريد هذه الشهادة بأي ثمن فقد دفعت فيها حياتي
كلها صارعت الصعاب ، رأيت العذاب والموت في آن واحد وكنت أعيش لأجل هذا الحلم ..
لن أقول سيتلاشى هذا الحلم ..
لن أقولها ..
أرجوك يا فيصل لا تجعل حلمي يتلاشى
أنا لن أعارض زواجك
لن أعارض أي شيء تفعله
فقط حقق حلمي أرجوك فلا أريده يتلاشى
هل تسمعني؟
فأنا عشت مع الأموات وأنا أنبض بالحياة من أجلك
أرجوك لا تجعل نبضي يقف
فأنا أحبك
رد علي
لماذا لا ترد علي؟؟
هل بالفعل سيتلاشى حلمي؟؟
أرجوك أجبني؟؟
---------------
وهي الآن ترقد على السرير الأبيض
في انتظار حلمها الذي عانق حياتها في ابنها ...
------------------------------------------
هذه قصة واقعية نقلتها لكم كما وردتني مع تعديل أسم الابن فقط
وأسأل الله في علاه أن يمن عليها بالشفاء
وتحقيق حلمها ..
ودمتم بودّ
التعديل الأخير تم بواسطة علي آل جبعان ; 24-03-2009 الساعة 09:34 AM