
حديث الجمعة ( 87 ) 9 – 3 – 1430هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناساً نزلوا على حكم سعد بن معاذ فأرسل إليه فجاء على حمارٍ فلمّا بلغ قريباً من المسجد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ائْتُوا خيرَكُم أو سيِّدكم فقال : يا سعد إنّ هؤلاء نزلُوا على حُكمكَ. فقال سعد : أحكُمُ فيهِم : أن تُقْتَلَ مُقاتلتُهُم وتُسبى ذُرّيتهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حكمتَ بحكم الله أو قال حكمتَ بحكم المَلِك "
( تخريج الحديث )
أخرجه البخاري كتاب مناقب الأنصار باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه ، ومسلم كتاب الجهاد باب جواز قتال من نقض العهد.
( شرح الكلمات )
من المسجد : أي : الذي أعدّه النبي صلى الله عليه وسلم أيام محاصرته لبني قريظة للصلاة فيه.
قال الإمام العلامة الألباني – رحمه الله - : لابد من هذا التأويل لأن سعداً رضي الله عنه كان جريحاً في قبة ضربت له في المسجد النبوي قبل أن يُرسِل إليه النبي صلى الله عليه وسلم.
ائتوا : قال الامام العلامة الألباني : إن المؤلف رحمه الله تعمّد رواية الحديث بالمعنى المراد منه ليلفت النظر إلى أنه ليس له علاقة بقيام الرجل لأخيه إكراماً له كما هو الشائع ، وإنما هو لإعانته على النزول لأنه كان جريحاً ولو أنه أراد المعنى الأول ( أي : القيام من أجل الإكرام ) لقال : " قوموا لسيدكم " وهو مما ل أصل له في شيء من طرق الحديث ، بل قد جاء في بعضها النص القاطع بالمعنى الآخر الصحيح بلفظ : " قوموا إلى سيدكم فأنزلوه " ( تعليقات الالباني على صحيح المفرد رقم ( 723)
حكمت بحكم الملك : أي : بحكم الله عز وجل
( فقه الحديث )
1 – فيه جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مهاماتهم العظيمة.
2 – فيه جواز اطلاق السَّيِّد على الخيِّر الفاضل.
3 – فيه فضل سعد بن معاذ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد احال التحكيم إليه وأنه قدم نموذجاً رائعاً للعدل عجز التاريخ عن الإتيان بمثله .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم