حبيب الكل / أبن عــــــــــــــــــــــــاصي
لتكن صفحة الأمل والنور هي إنطلاقتنا نحو الحياة
][الشموع الأربعة][
بين تلك الردهات المظلمة و الغرف الأربع, ثلاث منها مغلقة و واحدة مفتوحة, جعل الفتى و السؤال يؤرقه:
- لم أنا هنا ؟
دخل الغرفة الأولى, رأى شمعة وحيدة على الطاولة منطفئة فسألها:
- من أنت ؟ و لم أطفئت ؟
أجابته بحزن:
- أنا الحب, أطفئني الناس بقلوبهم التي ملئها الحقد و الحسد.
عاد الفتى ليجول و يكمل طريقه فدخل الغرفة الثانية, فإذا شمعة مطفئة على وجهها و حالتها أسوء من الأولى, أعاد عليها نفس السؤال فأجابته بولعة:
- أنا الإيمان, أطفئني الناس الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
حزن الفتى وعاد ليكمل طريقه و يدخل الغرفة الثالثة. نفس الشمعة, نفس الحالة الكئيبة و نفس السؤال و جوابه كان:
- أنا السلام, لما حارب الإخوة بعضهم و انتشر الذعر و الخوف, انطفأت.
ازداد حزن الفتى, توكل على الله قبل دخوله الغرفة الرابعة و الأخيرة. وجدها مفتوحة, عكس الأخريات و وجد و لأول مرة شمعة تألق لهيبها, أجابته دون أن يسألها, فسؤاله كان مرسوما على شفتيه:
- أنا الأمل, كنت أنتظرك لتحملني و تشعل بي باقي الشموع ليستمدوا من نوري الحب و الإيمان و السلام و قبل كل شيء, الأمل. أمسكها الفتى بلهفة و فرحة و أشعل بها الشموع و القلوب المظلمة و مضى يكمل مسيرته بالحياة و قد ملئه الأمل فقد عرف هدفه...