قال البرتغالي مصنف كتاب الهند البرتغالية. بأن، البرتغاليين قد بدأوا توجههم إلى الهند في القرن السادس عشر للميلاد واحتلوا سواحل الهند الغربية. وعندما وصلوا إلى سواحل بحر العرب ومصب نهر السند منعتهم قبيلة الهوت أو الكلمتي من دخول تلك المناطق وهذه القبيلة من البلوش وجرت معارك كثيرة برا وبحرا بين البرتغاليين والهوت حول مدينتي بسني وغوادر دون أ، يستطيع البرتغاليون السيطرة على تلك المدن فعمدوا إلى إحراقها كما حرقوا مدينة عدن في اليمن وجدة في الحجاز. . . وغيرها. . . .
ولا يزال في غوادر مدفعين كبيرين من مدافع البرتقال إلى اليوم شاهدا على نضال هذه المدينة ضد الإرهابيين البرتغاليين.

كان حاكم مكران عند ذلك في هد ميرجاكررند البلوش. وكان رئيس قبيلة الهوت هو ميرحمل هوت من حينئذ. حيث كانت القبيلة تسكن مدينتا غوادر والبسني على ساحل البحر من بلاد مكران وكانت قبيلة الهوت مع قبيلتها الرند واللاشار وفي القبائل الرئيسية بين البلوش في مكران ولكن القتال وقع على قبيلة الهوت لأن الرند والاشار كانوا في نزاع وحروب في مابينهم.

وكان مير حمل هوت معروفا بالشجاعة والاقدام والغيرة. وقد طبقت شهرته بلاد البلوش لأنه الرجل الوحيد الذي منع تقدم البرتغاليين في غرب الهند مما دفع البرتغاليون إلى إحراق المدن البلوشية وكان البرتغاليون قد أبادوا حملتين من اكبر الدول الإسلامية في ذلك القرن حملة المماليك إلى السند في معركة بحرية 1508 وحملة الترك أيضا في معركة ديو 1539 ولكن البلوش استمروا في المقاومة ولما عجز البرتغاليون عن إخضاعهم طلبوا مع مير حمل هوت.

كانت شروط الصلح كما يلي:

1- عدم تدخل البرتغاليون في أمور البلوش.
2- عدم قتل أي مسالم من البلوش في كل بلادهم.
3- عدم الاستيلاء على أموال البلوش وسفنهم وحريتهم بالتجارة برا وبحرا وسار الصلح لعدة سنوات ولكن البرتغاليون نقضوا الصلح فجأة بغدرهم بمير حمل وقتله خديعة.

وحدث لك عندما كان مير حمل هوت مطمئنا وآمنا بهذا الصلح أراد السفر إلى عمان وعاصمتها مسقط لأمور التجارة. وسافر مطمئنا دون أن يأخذ أحدا من فرسان قومه ما عدا بعض الملاحين من قبيلة دشتي فاغتنم البرتغاليون هذه الفرصة. وحملوا حملة رجل واحد على سفينته طلب الملاحون الأمان من البرتغاليين فأمنوهم. أما مير حمل هوت فانه قال: إني لا اطلب الأمان بل أقاتلكم حتى أموت شهيدا. فكان من أمر البرتغاليين أن اخذوا مير حمل هوت أسيرا بعد أن جرح جرحا بليغا. وذهبت مراكب البرتغالية به إلى عمان ومنها إلى الهند. وعندما وصلوا الىغوا لفي الهند طلبوا منه أن يعين برتغاليا حاكما على مكران مقابل الإفراج عنه. فقال مير حمل هوت: القتل أحب إلي مما تدعونني إليه أن أموت حرا أبيا أفضل لي من أن أعيش ذليلا دنيا. وعندما تأكد البرتغاليون بان مير حمل هوت لا يمكن أن يتعاون معهم لاحتلال بلاده قتلوه في السجن شهيدا. وقد اعترف البرتغاليون بشجاعة البلوش ولم يعودوا بعهدها إلى مكران. لأنهم يعرفون شجاعة البلوش وقوتهم القتالية. كما أنهم يعرفون أن البلوش كالعرب لديهم الشجاعة والإصرار على الثأر فلم يعودوا إلى مكران ولم يحاولوا قتل احد من البلوش بعد استشهاد مير حمل هوت خوفا من الانتقام.

وعن إصرار البلوش على الانتقام قال الشاعر البلوشي عندما قتل أخوه بأني لا بد أن انتقم منك إلا بشروط. منها ان يكون الشعر في كفوف الأيادي وترتع الشاة مع الذئب ولا يكلها وتكون للحية أرجل وللغرب حليب وللظبي شعر مثل شعر النعجة. والسمك تعيش خارج الماء على اليابسة ولا يبقى ماء في جميع البحار والأنهار. وتحل الحجر في مياه البئر كحلول ماء الورد في الورد. ويكون القمر منورا في التاسع والعشرين من الشهر كما يكون منورا في ليلة البدر. . . . وهذا لايكون إلا بإذن الله تعالى. وهذا يعني ان البلوش كالعرب لا يتركون الانتقام ن أعدائهم إلا بإذن الله. . . لهذا رأى البرتغاليون مصلحتهم ان لا يعودوا إلى مكران واستمر ذلك إلى القرن التاسع عشر حيث وصل البريطانيون إلى مكران عام 1280هـ.

هذا وكانت حروب البرتغاليين مع مكران عام 980هـ.

ويمكن القول ان إجلاء البرتغاليين عن مكران على يد مير حمل هوت كان معجزة إسلامية وقومية.

__________________
حنا البلوش ونفتخر في نسبنا حنا ساس من العرب والسلاطين
حنا اسناد للضيف يوم لافانا وحنا حماة للوطن والمقيمين