بداية أحبتي القراء قد ينقل الكاتب قصة أو موعظة من أحد مواقع الانترنت
أو من أحد الكتاب أو قد يكون خطها بأنامله
وقد تحتوي على أسلوب أدبي رائع آخّاذ يسلب العقول والألباب
ويشد انتباه القارئ ويجعله يقرأ الموضوع كاملا
يعرض الموضوع للقراء بعد أن صفف كلماته ورتبها ونمقها ببعض المترادفات اللغوية الجميلة
وأضاف عليها بعض التشبيهات والتصويرات البديعة
لكن بالنسبة لي أنا ... فلا أستطيع ذلك لن أنمق موضوعي ولن أرتب كلماتي
ولن أتكلف في عرض ما لدي من قصة
قصيرة جدا ,,,, تحمل في طياتها العبرة والعظة لمن كان له قلب .
أحبتي الكرام لا أطيل عليكم
كان لي أحد الزملاء الكرام في العمل ممن من الله عليه ببشاشة في الوجه
وحبه للمرح ومداعبة زملاءهمن الله عليه بكرم وسخاء لا ينتهي لحد ..
كان طلق الوجه جميل المحيا
قبل خمسة أو ستة ليالي من ليالي رمضان المبارك كنت أنا وإياه مع بعض أثناء العمل
نتجاذب أطراف الحديث ونتحدث في بعض المواضيع العامة ودخلنا في موضوع الدنيا
وكثرة مشاكلهاوهمومها ومنغصاتها
فقال لي صاحبي باللهجة العامية .. يا أبو عبد الله .. ترى حن ضيفان في هذه الدنيا
كرر علي هذا الكلمة في تلك الليلة مرتين أو ثلاث في تلك الليلة ..
أخذت كلمته على أنها كلمة عابرة من ضمن حديثه يستشهد بها
حتى جاءني خبره البارحة الأربعاء فقد توفي ر حمه الله في حادث سيارة أليم
توفي صاحبي رحمه الله الذي قال لي : يا أبو عبد الله .. ترى حن ضيفان في هذه الدنيا
وصدق والله في كلامه
لقد قرأت في عيني صاحبي وهو يقول كلمته كل معاني الفراق والوداع
قرأت فيها كل معاني الحزن واليأس من هذه الدنيا
بعد أن فجعت بنبأه رحمه الله جلست أفكر فيه وأتخيل جميع اللحظات التي
عشتها معه سويا ..تذكرت عملنا مع بعض
تذكرت عندما حضر زواجي مشاركا للفرحة ومساعدا
تذكرت عندما كنت أكلمه على جواله
ساعتها أخرجت جوالي من جيبي بحثت عن اسمه حتى وجدته تأملت فيه قليلا ...
أصابني حزن كبير على مشاهدة هذا
الاسم الذي لن يتصل بي نهائيا .. قلت في نفسي سأتصل عليه
وعندما اتصلت وجدته مقفلا وجاءتني رسالة الجوال المعروفة :
عفوا إن الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن نرجو محاولة الاتصال في وقت لاحق ..
عندها والله دمعت عيني وقلت ما صدقت يا رسالة الجوال ..
فإن صاحبي لن يمكن الاتصال به نهائيا ولن أحاول الاتصال به في وقت لاحق
لأنه أصبح رهين القبور وأضاف لأعداد الموتى رقما واحدا وأنقص من أعداد الأحياء رقما واحدا
إن كان هناك محاولة للاتصال به فسوف يكون بالدعاء له بالرحمة والغفران
صاحبي هذا رغم بساطته وقلة تعليمه إلى أنه نقل إلي بكلماته المكسرة المتواضعة
رسالة عظيمة جدا كان لها تأثيرا ووقعا في النفس أكثر من عشرات الخطب العصماء الرنانة
صاحبي بالنسبة للمسلمين كافة هو أخ لهم في الله
وبالنسبة لي صديق حميم وفيّ
هو بالنسبة لأعضاء وقراء مجالس قحطان من قبيلتهم
صاحبي الذي توفي يدعى :
عباش بن جابر القحطاني رحمه الله رحمة واسعة
توفي وهو في سن الشباب عمره تقريبا 32 او 33 سنه
اشتهر بين زملائه وأقاربه ببرّه اللا متناهي مع والدته ... وهو وحيدها وله أخوة من أب
لقد كان مولعا ببرها وخدمتها ... مرضت وتنومت في المستشفى في عسير لفترة طويلة
و كان عمله بعيدا عن أهله ... وعن المستشفى التي فيها والدته
وكان عندما يذهب لوالدته فإن طريقه سيره يمر على زوجته وأولاده ومع ذلك كله
عندما يخرج من عمله يذهب مباشرة لوالدته يخدمها ويساعدها ويبقى عندها
حتى يأتي موعد عمله فيعود له ولا يمر على أولاده وزوجته نهائيا لا في ذهابه ولا في عودته
وبقي على ذلك فترة طويلة حتى توفيت والدته
ثم هو تبعها رحمة الله عليه وعليها
أحبتي الكرام :
في النفس مشاعر كثير ولا اطيل عليكم ولكن اعلموا أن لصاحبي حق عليكم كلكم بلا استثناء
وهو الدعاء له في هذا الشهر الفضيل وفي هذه الأيام المباركة
ادعو له بالرحمة والمغفرة واسألو الله له الجنان والعفو من النيران
ادعو له عند الإفطار وأنتم صائمون .. عند صلاتكم وقيامكم
فقد يأتي يوم أكون أنا أو أنت والآخر من عداد الموتى ونكون في أمس الحاجة لمن يدعو لنا
وتذكروا كلمة صاحبي جيدا حين قال : ترى حن ضيفان في هذه الدنيا