الجمعه 9 ذي القعدة 1429هـ - 7 نوفمبر 2008م - العدد 1474
كلام الليل
أوباما العربي
أحمد أبو دهمان
إنه الحلم المؤجل قالها صاحبي وقد قرر أن يؤجل احتفاله بفوز أوباما الأمريكي الى العشرين من يناير القادم، يوم رحيل الرئيس بوش عن البيت الأبيض، قالها بعد ان قضى ليلة الثلاثاء امام التلفزيون، في انتظار ما تسفر عنه صناديق الاقتراع العجيبة في امريكا، لم يكن صاحبي سعيداً بهذه النتيجة فهو على النقيض من الملايين الذين وجدوا في فوز الرجل الأسود الأبيض مؤشراً على تحول عميق في عقلية الاستعباد الامريكية، وانما رأى في أوباما واحدا من الإنجازات الأمريكية التي تدهش العالم كل يوم، وفي كل الميادين من طب وعلوم وتقنية وغيرها، هذه الإنجازات التي تحتكرها المؤسسات الأمريكية الجشعة وتجعل منها مصدر دخل قومي يقود الى إنجازات أخرى تكرس السيطرة الأمريكية على البشرية.
لم أكن أختلف مع صاحبي كثيراً، وإن كنت أكثر تفاؤلاً وفرحاً منه بهذه اللحظة التي انتظرها العالم منذ عشرات السنين.
قلت له - بعيداً عن جلد الذات كما توصينا القيادات السياسية في عالمنا - ولكن أوباما الأمريكي ولد هذه الليلة، فماذا عن أوباما العربي؟
لم يجد في السؤال ما يغريه بالإجابة، لكنه علق على الفرق بين العالمين وحدثني عن جبهات التصدي للديمقراطية في عالمنا العربي تحديدا، وكيف أن النظم السياسية على اتفاق فيما بينها على حماية الإنسان من الديمقراطية وأخطارها، وكيف أن الأنظمة الجمهورية - دون أن يحدد نظاما بعينه - تحولت إلى أنظمة وراثية، بهدف حماية مواطنيها من منزلقات الديمقراطية وأمراضها التي لا تحصى. وكيف أن الزعماء - بدون أن يحدد زعيما بعينه - يسعون إلى تعديل الدستور بما يضمن لهم البقاء في السلطة إلى يوم الدين. ورأى في هذا الإجراء من الحسنات أضعاف ما يحدث في حالات الانقلاب العسكري، ولكنه لا يرى بأساً في الانقلابات اذا كانت تهدف إلى حماية الناس من الديمقراطية وتوابعها، خاصة اذا كان الانقلاب يقود الى تفرد أحد العسكريين بالسلطة مدى الحياة ثم يورثها لأبنائه.
وكان صاحبي يرثي للزعماء الذين لم ينجبوا أولاداً يرثونهم، وكان يستشهد أثناء حديثه بطبيعة البناء القبلي للمجتمعات والسلطات العربية وفي أن كل زعيم يمحو من وما قبله ..
كان صاحبي يرد على سؤالي عن أوباما العربي، وكأني لم أوفق ابداً في اختيار مكان وزمان السؤال.
أغلق الهاتف بعد أن دعاني لحفل خاص في العشرين من يناير القادم، استجبت شريطة أن يرحل بوش.