عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2008, 09:15 AM
  #1
إبن ناشر
عضو متميز
 الصورة الرمزية إبن ناشر
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 854
إبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond repute
افتراضي متنا فقر وانفقعنا شياخة

الاثنين 5 ذو القعدة 1429هـ الموافق 3 نوفمبر 2008م العدد (2957) السنة التاسعة

كتاب اليوم

محمد ناصر الأسمري
متنا فقر وانفقعنا شياخة
القبيلة هي جماعة من الناس تنتمي في الغالب إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى، وتتكون من عدة بطون وعشائر. غالبًا ما يسكن أفراد القبيلة إقليما مشتركًا يعدونه وطنًا لهم، ويتحدثون لهجة مميزة، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك ضد العناصر الخارجية على الأقل.هذا تعريف موسوعة ويكبيديا، ربما هو جامع مانع، وإن كنت لا أتفق معه في جزئية يسيرة منه، فقد تطورت المجتمعات وتداخلت في الحياة المدنية.
المجتمع القبلي يجمع خصالاً حميدة، إلى جانب أخرى على العكس ،لكن في ظني أن الحميدة أغلب؟ الديموقراطية هي من سمات جل المجتمعات القبلية على الأقل عند العرب؟ فالانتخاب للشيخ ربما أنه سلوك ما زال سائدا في بعض القبائل، ولم يفسد هذا النهج الجميل سوى تعيين شيوخ ربما ليسوا حائزين على الرضا الجماهيري، وقد يضار من هذا التعيين أناس يتطلعون إلى أنوار خارج خيمة الوراثة وتقسيمات الإرث.
لكن لعل اتساع رقعة ونطاق التمدن والتحضر بفعل القرار السياسي والاجتماعي قد قلل من سمات القبلية وصارت العاقلة مدنية باتساع سكن الناس واختلاطهم في أرجاء الوطن.
مع هذا التوجه المدني والحضري ما زال لشيخ القبيلة مقام بين الربع، لكن هناك بعض السلوكيات المبتدعة التي أسهمت في تشويه صور مشرقة من شروط المشيخة التي كان لها مقام رفيع في وصول الشيخ لموقع محترم من خلال أصوات أهل الشور الذي هم نواب عن المجتمع، ولهم مقام الفصل في توجيه أي انحراف للشيخ عن القيم والمثل المتوافق عليها مجتمعيا.
ممارسة الكذب قد تكون جائزة في الشرع لا القانون، في شأن الإصلاح بين الناس، وهي مطلوبة كما في السياسة في قول فن الممكن، وربما في انتخابات الشركات المساهمة. ما أنا بصدده هنا هو الظاهرة الاجتماعية التي تمارس بشيء من الازدواجية، بدوافع وتوجهات، يصعب حتى التنبؤ بالأسباب والمسببات والنتائج.
السيد " غلبان بن غلاب " يعمل موظفا على المرتبة الخامسة، في إدارة شرطة البلد، تأهيله لم يتجاوز المرحلة الابتدائية، أب لسبعة من البنين والبنات، سليل أسرة كريمة ورث عنها " الشياخة " في الديرة، لا يكفي مرتبه مصدر قوته للذبائح التي ربما تصل عشرا في الشهر، أي عشرة أضعاف مرتبه، يكفل بوجاهته الاعتبارية العقيد " صياح " في شراء سيارة بقيمة 150 ألف ريال، وفوائد تصل 90 ألف ريال لمدة 48 شهرا، حين يستدعى إلى مركز الشرطة، يتورط الموظف مع المقدم مدير القسم هو شيخ المقدم في القبيلة لكن هنا في العمل هو مرؤوس، ولا تنفع الشياخة وتبرز هنا الازدواجية النظامية والاجتماعية أو كليهما،
أما الشيخ " وافي " فهو مثل غلبان في الشيخة، يتزوج بالدين سنويا بنات شيوخ، المهر 200 ألف ريال، وعشرة جموس، و50 من الخلفات المجاهيم، ويتفاخر بين العربان بزين البنيات البكارى! كل مطلقة معها طفل يطاف به من نشيط إلى نشيط بين طلاق الأم من أجل رغبات عيال الحمايل والشيوخ!
أما اللواء المتقاعد " شومان " فقد تفرغ بعد التقاعد إلى مناكفة بني العم على الشياخة، لكن ابن العم " شداد" يعرف وفرة المال لدى اللواء، لذا تنازل عن الشياخة مقابل 300 ألف ريال، و50 من الكور النجيبة! وأصبح الشيخ اللواء شومان معرفا لدى الشرطة والحقوق والأحوال،
أما الشيخ " رضوان " فهو يزرع، يقلع، يسمد، يسوق إنتاج مزرعته من الخضروات، يساعد المحتاجين من " الربع " لدى الضمان الاجتماعي، ويهدي الحبوب والبقول للأصدقاء، وهو في خير من الله، لا يهتم بالشياخة مشغول بالإنتاج، والإنتاج يحتاج إلى جهد وعمل وفكر وإبداع, لا مشاحة، لذا فهو غير مدين لأحد، إلا بالإحسان والقدوة الصالحة العاملة المنتجة، وهو يكفل الشيخ "جماح بن جبل".
ما سبق من صور سلوكية تمارس في المجتمع ليس لها وجاهة ولا نفع سوى ترسيخ قيم الجهل والتبذير وإهانة بنات الناس ـ ولا نفع سوى الفشخرة والكذب الأسود.
وقد قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابكم! فقال: نحن ألف رجل وفينا حازم واحد ونحن نطيعه، فكأننا ألف حازم.وهم يطيعون حازماً واحداً وليس ألف حازم فهل يا ترى ينطبق العنوان على ما يدور في الثقافة الشعبية متنا فقر وانفقعنا شياخة!
إبن ناشر غير متواجد حالياً