أخي الغالي عبد الله الوهابي
كثير من المستشرقين لا يحلوا لهم إلا العزف على أوتار المصطلحات ، وحينما أدركوا أن الفكر
وتغيير ثقافة المجتمع هي من الركائز التي يجب أن تكون من أولوياتهم لسيطرة
على زمام الأمور أولوا الفكر وتغيير نمط الحياة كل جوانب التغيير حتى لو كان ذلك على حساب
القيم والمعتقدات الدينية .
ومن أخطر الأمور وأصعبها حينما يكون من جلدتك من يتقمص الدور بفكر وحراك المستشرقين
نحو تحقيق مبتغاهم تحت مظلة أنت وأنا نفهم أمورنا ..
ليس أخطر علينا من شللية المصطلح ...
إن أولائك الذين يرتمون في أحضان الغرب ومن ثم يخضعون الأمور الدينية إلى العقل ، لم يدركوا أن الدين
صالح لكل زمان ومكان وأي عصر دون الحاجة إلى مفاهيمهم الذي اعتراها الخلل المادي ...
ليس بغريب على فئة النصوصيين ما يتشدقون به ليتحللوا من قوة وصدق المعاني بل وصل بهم الأمر إلى
لي أعناق النصوص لما يدور في كواليسهم ويشبع فقدهم النفسي ، بل يربطون الأحداث بأشخاص ومواقف
ليس لها دلالة الوصول ...
إنهم بلاشك يتخبطون بل يتمصلحون بالمصطلحات ليقفزوا وراءها لتنطلي على العامة ، فلا يستطيعون
أن يجارونهم بتشدقهم بهذه المصطلحان الوقتية ...
الأحداث التي تدار بفكر فصل الدين عن السياسة وواقع الحال أحداث يدركها من درس وعرف محور
الاتجاه الأوحد ...
حينما خرج علينا مصطلح الإرهاب عُرّف حسب حاجاتهم وألبسوه صبغة وثياب مطاطة يستطيعون من
خالف تعريهم الفكري ، بل وصل بهم الأمر إلى إطلاقه على الإسلاميين بصفة الخصوص ، بينما ما يقومون
به من التصفية العرقية والقومية هي دفاع وحق خاص بهم فقط ...
هذه سمات بني علمان يتحدثون وينادون بنقض كل الثوابت والقيم حتى وصل بهم الأمر إلى التحجج
بالنصوص الشرعية في مواقف ليس لها دلالة على تلك النصوص ...
أخي الغالي أبو عبد الملك
لقد تطرقت إلى جرح طالما عزف عليه العلمانيين مع إهتراء صوتهم وزعزعت دواخلهم ...
فإلى الله المشتكى ...
ودمت بودّ ..