كعادتي بعد صلاة الفجر

اتمدد على الكنب في مكتبتي في المنزل

و ما كادت عيني تغمض حتى رن الجوال

رقم غريب !

ما رديت و ضغطت على زر الصامت

بعد قليل رن الجوال مرة أخرى

فرددت و أنا ناعس الصوت

فإذا بصوت شاب يسال :

جوال منو هذا ؟

فقلت : انت المتصل ، فمن أنت ؟

قال : اسمح لي غلطان

قلت : مسموح بالحل

و رجعت لنومي و لم ابالي بالموضوع

كان ذلك قبل حوالي ثلاثة ايام

ليلة البارحة و في حدود الساعة الـ 1.30 بعد منتصف الليل

كنت اشاهد انا و أم فارس برنامج في قناة المجد

دق هاتفي الجوال و كان رقماً غريباً آخر

فلم أرد و قلت في نفسي لعله أحد الشباب

فالبعض لا يحلو له أن يتصل للاستشارة إلا ليلاً

و انا لا ارد على أحد بعد منتصف الليل

و تكرر الاتصال من نفس الرقم حوالي خمس مرات

ثم دق الهاتف و لكن كان رقماً آخر

و تكرر اتصاله حوالي ثلاث مرات

و هكذا استعرت الاتصالات على جوالي

من ارقام مختلفة و غريبة

و انا اضغط على الصامت مع كل رنة تأتي في بداية الاتصال

و مما زاد استعار الموقف نظرات الاستغراب من أم فارس

في النهاية جعلت الجوال على وضع الصامت

ثم وضعته في درج المكتب و دخلت غرفتي للنوم

و لم اره إلى إلا ضحى اليوم

كانت حصيلة الاتصالات في فترة وضع الهاتف في الدرج

هي :

19 اتصالاً و رسالتين

طبعاً كل الاتصالات كانت من ارقام غريبة

و الرسالتين كانت احداهن من شخص اعرفه

يذكرني بدعوته لي للغذاء و الثانية ؟

كانت من رقم غريب و كانت عبارة عن : Hi و سلامتكم

لم ابالي في الامر فكثيراً ما تاتيني ارقام غريبة في الليل و لا ارد عليها

و إن كانت لا تبلغ هذا العدد الكبير >>>> 19 مكالمة !



عموماً

بعد صلاة العصر جلست اقرا في المكتبة فإذا برقم غريب يتصل !

رددت : السلام عليكم

فقال و عليه التعجب : و عليكم السلام

ثم سكت

قلت له : تفضل يا الطيب

قال : عفواً يا اخي ، هل انت راعي الفتك الاحمر

قلت له : لا

قال : السموحة

فقلت له : مسموح ، و انتهت المكالمة

بدأت افكر أن الموضوع مقلب ماكر من بعض الطلاب المشاغبين

حتى صلاة العشاء

بعد الصلاة ركبت أنا و أهلي السيارة للفسحة

و ما ان تحركت السيارة حتى بدأت الاتصالات

مرة أخرى و هنا هممت برد ، لكن قلت في نفسي

معي الوالدة و الاهل في السيارة و ما اريد الوالدة

تراني و انا اتكلم بغضب مع صاحب الارقام المزعجة

و لم يهدء الجوال من الرن

حتى تسئال كل من في السيارة

عن سبب الالحاح في الاتصال

و على راس المتسئالين : أم فارس


و هنا ارجعت الهاتف على وضع الصامت


وصلت إلى مركز الميناء التجاري انزلت الاهل عند البوابة

و تحركت ابحث عن موقف

و هنا دق الهاتف و رديت

قال : السلام عليكم

قلت : و عليكم السلام

باستغراب قال : من يتكلم

اجبته : يا اخي انت المتصل

قال : اسمح لي يمكن غلطان و انهى المكالمة

و صلت إلى موقف و ما أن اوقفت السيارة

اتصل رقم ثاني

رديت : السلام عليكم

قال مستغرباً : و عليكم السلام

قلت : تفضل

قال : ما هو تلفون محمد ؟

قالت : لا

قال : اسمح لي

الصارحة بدأت اتوتر و انا من الناس الباردين >>>>>>>>>>>>> رغم اني جنوبي!

أدخلت الاهل إلى العاب السندباد يلعبون الاطفال

و نزلت مكتبة جرير اشتري بعض الكتب

و في اثناء وجودي في مكتبة جرير كانت هناك اربعة اتصالات

من ارقام مختلفة و ما ان ارد حتى يغلق الخط

صراحة وصلت حدي

اتصلت بخوي لي يعمل رائداً في الداخلية

حتى يتصرف في هذه المضايقات

و لكن لم يرد علي >>>>>>>>>>>>> و الحمد لله انه لم يرد

بعد أن خرجت انا و الاهل من المركز التجاري

مريت و اخذت عشاء و ذهبن إلى رصيف ميناء زايد

نتأمل البحر و اضواء المدينة المنعكسة عليه

و نستمتع بأكل الكشري المصري

الذي لم تكن شطته باحر على قلبي من هذا الازعاج الغريب

و كنت أقوال في نفس لو كان هذا المقلب من أحد الطلاب

فيا ويله يا سواد ليله مني

و هنا دق الجوال

أما الرقم : فكذلك رقم غريب!

ترجلت من السيارة مغضباً و في نفسي أقول : الان

رديت : السلام عليكم

صمت يسود المكالمة

الو هلا الو

و هنا رد صوت شاب اظنه حول الـ 16 سنة تقريباً

و صوته خجول : قال و عليكم السلام

قلت له : يا اخي ارفع صوتك ما اسمعك زين

قال : انا صوتي كذا ، انا مزكوم

قلت له : ما تشوف شر يا الغالي

قال لي : ممكن أسأل سؤال

قلت له : تفضل

قال : انت تدخل الشات ؟!

و هنا ضحكت و قلت له : أجل خلني اسالك

انا من البارحة في الليل تجيني ارقام غريبة

و كل ما ارد يطلع الرقم غلط او يُغلق في وجهي

قال لي : انا ابي اعلمك السالفة

السالفة و ما فيها انه في وحدة في الشات معلقة الشباب فيها

و اسمها نوار .. راعية الفتك الاحمر !

و البارحة عطت الشباب رقمها و قالت لهم انه في العادة يكون ع الصامت !

و كان الرقم اللي عطتهم ياه : رقمك !

قلت : انت شو اسمك ؟

قال : زايد

قلت : له جعل من جابك في الجنة يا زايد

و شكرته على التوضيح

و دخلت السيارة و انا اضحك

و اقول في نفسي : آن لأبي فارس أن يمد قدماه

و أنا اكتب لكم الموضوع

رن الجوال فإذا برقم غريب و لكن

هذه المرة مفتاح خط البحرين

رددت : السلام عليكم

كالعادة رد مستغرباً : و عليكم السلام ، عفوا من أنت

كالعادة قلت : انت المتصل ام انا

قال : هاه عفوا يمكن الرقم غلط

قلت : يا الطيب اسمع اقو..... قفل الخط



نسخة : إلى خضران القلوب في منتدانا الحبيب

نسخة : إلى شبابنا المسكين و بالذات من ضحكت عليهم نوار

نسخة : إلى من يقرؤا ما بين السطور


كتبه / أبو فارس القحطاني 5/7/2008
في دار الشيوخ الكرام : ابوظبي حرسها الله من كل شر

__________________
[frame="7 88"]قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : و لعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا و كان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته[/frame]