
العصبيه القبليه من منظور الجريسي
كتب- ناصر بن هذال ال شري
العصبيه القبليه من منظور الجريسي
هذه قرائه في كتاب -العصبيه من المنظور الاسلامي- للدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي واللذي صدر عام 2006مـ.
الكتاب من القطع المتوسط ويقع في 170صفحه وحدد سعره بخمسة ريالات فقط.
يقدم للكتاب ثلاث شخصيات فاضله لتعزيز رسالة المؤلف.
وددت لو كان عنوان الكتاب هو العصبيه فقط حيث ان العصبيه ظاهره عالميه وموجوده في كل الازمنه ومع كل الشعوب,ومحاولة معالجتها امر محمود ,لكن ربط العصبيه بالقبيله فقط اراه امرا قد جانب الصواب لاسيما انها ظاهره عالميه كما اسلفنا.
تتلخص رسالة المؤلف في هذا الكتاب الى قضيتين:
1- محاربة التفاخر بالانساب وان لايكون النسب فقط هو المعيار الاساسي للزواج .
2- تلميع صورة الخظيرين في نظر القبيلين ويتضح ذلك في السطر الثالث والرابع من صفحة ثلاثه وثلاثون(33)حيث يقول المؤلف مانصه"إن موضوع الكتاب هو عصبية النسب وأنها مدار الحديث والتأليف".
ومع ذلك يناقض الكاتب نفسه ,فتجده لاينفك يؤكد أن ان غير القبيلين بالجزيزه يرجعون لأصول قبيليه ويضيف في صفحة سبعه وثمانون(87)أن هناك قبائل اثيوبيه من جنسية صينيه تنتمي الى فاطمه بن الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-.
ومع اجلالنا لجهد الكاتب ومكانته العلميه الا اننا نجده يبالغ كثيرا في تهويل القبيله(حكاما ومحكومين) واعتبارها خطر يهدد تماسك المجتمع ومحاولة تمرير اتهامات خطيره تحت غطاء ديني.
في مغالطة واضحه لايقبلها العقل وفي صفحة واحد واربعون(41)يقول الكاتب أن افراد القبيله يتحاكمون الى الطواغيت والكهنه ولايتبعون الرسل.
ويضيف المؤلف و في- صفحة خمسه واربعون(45) – وفي الفقره الثالثه تحديدا :ان من مظاهر العصبيه القبليه التحاكم لغير الله وذلك بتقديس الاعراف والعادات القبليه مع ان الكاتب أقر اكثر من مره بان بعض عادات القبيله اقرها الاسلام وأخرى لم ينكرها الاسلام ويواصل المؤلف مناقضا نفسه ويقول "ان القبيله نظام أجتماعي قائم من الجاهليه الى اليوم وقد هذبه الاسلام" .
بكل اسف لم يتوقف الكاتب عند هذا الحد بل جاوزه عندما قارن اهتمام ابناء القبيله بحسبهم ونسبهم مع اهتمامهم بسلالات الابل والخيل الاصيله وضرب المزاينات كمثال.
مع العلم ان والد المؤلف هو ثالث رجل دعم مزاين قبيلة عتيبه بعدة ملايين ريال.
ومع كل ذلك أحيي في المؤلف شجاعته الأدبيه لتناوله هذه القضيه الحساسه ومحاولته تقريب وجهات النظر بين افراد المجتمع .
كما أشيد بتسليطه الضوء على عدة قضايا مهمه وهي:
1- قضية المحسوبيه والفتوى رقم احدى عشر (11)فيها بصفحة (134) وامل ان تصل لكل مسؤول.
2- قضية أخذ الثار القبلي من أي شخص من القبيله المعاديه حتى ولم يكن مذنبا وهذا امرا غير محمود.
3- احتقار القبليين لبعض المهن اليدويه.
هذا والله اعلم
__________________
-------------------------------------------------