الطالب الغبي

عزيزي القارئ (وليس الزبون).. هل لديك بعض الوقت لقراءة هذه الواقعة؟
إنها واقعة ظريفة وفي ذات الوقت شديدة البلاغة,هذه هي.
*******
في امتحان الفيزياء في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك, جاء أحد أسئلة الامتحان كالتالي: كيف تحدد ارتفاع ناطحة سحاب باستخدام البارومتر (جهاز قياس الضغط الجوي)؟
الإجابة الصحيحة: بقياس الفرق بين الضغط الجوي على سطح الأرض, وعلى سطح ناطحة السحاب.
إحدى الإجابات استفزت أستاذ الفيزياء وجعلته يقرر رسوب صاحب الإجابة بدون قراءة باقي إجاباته على الأسئلة الأخرى..
الإجابة المستفزة هي: أربط البارومتر بحبل طويل وأدلي الخيط من أعلى ناطحة السحاب حتى يلمس البارومتر الأرض, ثم أقيس طول الخيط.
غضب أستاذ المادة لأن الطالب قاس له ارتفاع الناطحة بأسلوب بدائي ليس له علاقة بالبارومتر أو الفيزياء.
تظلم الطالب مؤكدا أن إجابة صحيحة100%..وحسب قوانين الجامعة عين خبير للبت في القضية.
أفاد تقرير الحكم بأن إجابة الطالب صحيحة لكنها لاتدل على معرفته بمادة الفيزياء..وتقرر إعطاء الطالب فرصه أخرى لإثبات معرفته العلمية.ثم طرح عليه الحكم نفس السؤال ولكن هذه المرة شفهيا.
فكر الطالب قليلا ثم قال: لدي إجابات كثيرة لقياس ارتفاع الناطحة ولا أدري أيها أختار.
قال الحكم هات كل ما عندك.
فأجاب الطالب:
1. يمكن إلقاء البارومتر من أعلى ناطحة السحاب على الأرض, ويقاس الزمن الذي يستغرقه البارومتر حتى يصل إلى الأرض,وبالتالي يمكن حساب ارتفاع الناطحة (باستخدام قانون الجاذبية الأرضية).
2. إذا كانت الشمس مشرقة, يمكن قياس طول ظل البارومتر وطول ظل ناطحة السحاب فنعرف ارتفاع الناطحة من قانون التناسب بين الطولين وبين الظلين.
3. إذا أردنا حلا سريعا يريح عقولنا, فإن أفضل طريقة لقياس ارتفاع الناطحة باستخدام البارومتر هي أن نقول لحارس الناطحةسأعطيك هذا البارومتر الجديد هدية إذا قلت لي كم يبلغ ارتفاع هذه الناطحة)
4. أما إذا أردنا تعقيد الأمور فسنحسب ارتفاع الناطحة بواسطة الفرق بين الظغط الجوي على سطح الأرض وأعلى ناطحة السحاب باستخدام البارومتر.
كان الحكم ينتظر الإجابة الرابعة التي تدل على فهم الطالب لمادة الفيزياء,بينما الطالب يعتقد أن الإجابة الرابعة هي أسوأ الإجابات لأنها أصعبها وأكثرها تعقيديا...!
بقي أن نقول إن اسم هذا الطالب هو(نيلز بور), وهو لم ينجح فقط في مادة الفيزياء, بل إنه الدنماركي الوحيد الذي حصل على جائزة نوبل في الفيزياء...!!

في أوطاننا العربية ما أن يفشل الطالب في أول اختبار حتى ينعت بالغبي البليد..كم طالبا كان بالإمكان أن يصبح مخترعا وعالما كبيرا لولا نظام التعليم والمدرس الذي غالبا ما يظهر للطلبة أنه أذكى وأفهم منهم.؟
كثيرون هم الذين ربما كانوا من الفاشلين دراسيا في المرحلة المدرسية,غير أنهم حين التحقوا بالجامعات,أو بالحياة العملية,تفوقوا وأصبحوا أعلاما يشار إليها كل في مجاله.
هذا الإمتحان لايمكن أن يقام عندنا, لأننا لا نملك الناطحة ولا السحاب ولا عدالة الحكم الذي فصل في القضية..!!
قد كتبت ذات مرة ما قاله الشاعر أحمد مطر,وأجد نفسي مع هذه الواقعة أعود إليه ثانية...قال:
قال أبي
في أي قطر عربي
إن أعلن الذكي عن ذكائه
فهو غبي......

............انتـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــهى..........

ملاحظة:طبعا هذا مقال أعجبني وهو لـ (هشام عبدالوهاب الزياني) وأنا أتفق معاه في المقطع الأخير.

ودمتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــم