اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحادي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لعنة النفط
يقال أن لعنة الفراعنة قد حلت بمن اكتشفوا قبور الفراعنة وبالعاملين معهم رغم التحذير المنقوش بمدخل أحد المقابر مفاده أن من يمس القبر سيصفعه ملك الموت بجناحيه. فتح القبر وأقيم احتفال بتلك المناسبة فتوفي عالم تلك الليلة ثم تتابعت اللعنة وحلت على أكثر من ( 20 ) نفساً ، والأعمار بيد الله سبحانه وتعالى .
ويقال أن لعنة الفراعنة ملازمة للقطع الأثرية المنبوشة من القبور وأن ثلاث فتيات أغمي عليهن عندما كن يتجولن بأحد متاحف بإيطاليا ؛ مما حدا بمسؤولي المتحف إلى إجراء فحص بهو المتحف تحسباً لوجود غازات سامه أو بكتيريا تنبعث من الآثار المصرية المعروضة هناك. لا أدري عن صحة اللعنة هذه إلا أنها قد حلت وليس من تفسير سوى تأثير سحر الفراعنة منذ آلاف السنين ، فهل من علاقة للعنة الفراعنة بالنفط؟
ظهرت على وجه البسيطة هذه وترعرعت وكان جدي-رحمه الله-لما كان يزرونا في المدينة لايكف عن سرد بطولات شارك هو بها وما سبقها في الماضي وحروبهم الطاحنة ضد الغزاة وطردهم منهزمين. قصص يشيب لها رأس الرضيع ، ويقف لها شعر المستمع فخراً وإعجاباً بتلك الانتصارات المتلاحقة.التحقت بالمدرسة فعلمونا في درس الجغرافيا أن أساس النفط بشر وحيوانات ونباتات تراكمت في الماضي الغابر تحت طبقات الأرض ثم حولتها حرارة الأرض وضغطها إلى نفط أسود سائل.عدت ذات يوم إلى أبي فخوراً-بعد درس الجغرافيا-وتداعيت فرحاً :
"أبتاه! أجدادنا الذين حاربوا العدو المحتل وطاردوه أينما حل قد تحولوا إلى نفط"
والدي:"حسنا! وماذا بعد؟"
ردت براءة الطفولة:" بنروح نأخذ من نفط أجدادنا!"
ولم أفق إلا ووالدتي أطال الله في عمرها تنضح الماء علي من قوة الصفعة .
كبرت وكبرت مع تزايدت أعداد البواخر فبدأت آبار النفط تتدفق ليل نهار، ومصانع تهدر هديراً يصم الآذان حتى لم يعد بمقدور المرء أن يحجز موعداً مع الطبيب الأذن للكشف عن مدى صحة سمعه، مئات البواخر تمخر عباب المحيطات إلى مستقر لها ومستودع، وأخر قادمة فيما تتزاحم حشود مكتظة عند منابع النفط كإبل حول حوض ماء ترشفه رشفاً ، وتنهال ملايين الملايين كأنها حلم ليل بهيم.رغم أنه ليس لي بعير أو ناقة من هذا النفط كما يحلوا لمعظمهم تسميته ؛ إلا أن لعنته تطاردني أينما حليت أو ارتحلت!! هل هي فعلاً لعنة النفط أم النفط لعنة!؟
همس في أذني:"أنتوا بتدوا الزابط لما بيتخرق ربطة فيلوووووس أد كده"قالها وهو يجمع بين كفيه كأنه يجمع مالاً!!وما زاد الطين بلة سوى أحد أحفاد مصاصي البترول ، كالطاووس في مشيته يختال زهواً، حين قال :"افري ساودي ستزن هاز أن أويل ول إن هز هوم "!!؟ ،"كل مواطن سعودي له بئر نفط في بيته"
قال الشاعر الكويتي/حمود البغيلي:
الغرب يصنع طائرات وصواريخ
والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشي
أليست هذه لعنة النفط؟
|
أخي العزيز الحادي ...
شكرا لهذا الطرح وهذا القلم السيال وهذا البعد الإستراتيجي في هذا العقل
وفي هذا الوقت بالذات ....
بكل تأكيد هذا المارد الأسود أيقض مضاجع العالم وغير كفت الموازين وطير عقول الحكماء ...
لا للونه ورائحته بل لكونه ذهبا أسود أخضع أعناق الرجال وغير اتجاه دوران الكراسي ...
لعنة الفراعنة تدافع عن موروث فرعوني ...
ولنعه النفط تدافع عن جيوب لم تمتلئ ...
هذا المارد يوما من الأيام كنا نحتضنه ونفاخر ونسامره بالنهار قبل الليل ومع كل هذا فهو سلاحنا
وقوتنا بعد الله ...
كل المردة يخضعون لخدمة سيدهم ... إلا هذا المارد ... لماذا ؟؟
لا أعرف ....
مردة الفراعنة يحمون ويدافعون عن موروث وتاريخ وعلوم لا يريدون أحدا أن يستفيد منها
سواهم وبهذا يحلون الوسيلة لتصون غاياتهم ...
لو أحس ماردنا أننا نتحكم فيه بكل إرادتنا لخضع لخدمتنا ولم نخضع لحراسته وخدمته ...
ومتى أيقن هذا المارد هذا المعادلة فإن الحال سيصبح غير الحال يا سادة ...
ليتنا تركنا ماردنا في باطن أرضنا ليحفظ التوازن النوعي والكمي ولم نملاءه بالماء والهواء
ليحفظ الشكل الخارجي للأرض بينما داخلها خواء ...
أكرر الشكر والعذر على الإطالة ...
ودمتم بود ....