
رد : شبابنا إلى أين ؟
يقول الشاعر
هي الأخلاق تنبيت كالنبات .... إذا سقيت بماء المكرمات
فأين تربوا هؤلاء الشباب هل تربوا في المساجد وفي حلقات العلم والتعلم ، أم تعلموا الفسق والخنا والضعف والخوار والميوعة والانحلال...
مع الأسف أخي الكريم منصور يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى الطرق والأساليب والمغريات.... ولكن أين دور المؤسسات التعليمية وأين دور السلطان فإن له دور وله هيبة من هذه النواحي الاجتماعية الفاسدة
وأيضاً للأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان..
كلامي يطول عن موضوع يؤرق مجتمعنا الإسلامي والعربي نحن بحق لا بد لنا من رجوع صادق إلى ديننا وقيمنا الإسلامية.
الشاعر الجاهلي يعلمنا فن الأدب الاخلاقي حيث يقول :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي ... حتى يواري جارتي مأواها
فمابالك في عصرنا الحاضر
ثمة كلمة أخيرة ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب... وهي أن قوة إيمان الشاب ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .
فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث لا يحتسب)
نسأله تعالى أن يصلح حال شبابنا وأن يردهم إلى الحق رداً جميلاً
وأن يجعل ما كتبته في موازين حسناتك يوم تلقاه