
رد : رحلــة مع الكرم ...........
أخي الكريم مذحج وفقك الله لكل خير وبيض الله وجهك على هذاالموضوع الجميل ..
بالكرم يسود الرجال وتنال المطالب وترغب المكاسب وتطلب المعالي ويعلو القوم ويشبع الفقير ويغنى المكتفي ويبارك الله عزوجل في مال من لا مال له ويزيد في مال من ماله قد ربا وكثر ..
كان العرب يعيرون البخيل ويوصمونه بالعار ويشنون عليهم أهاجيهم وقذائفهم البيانية حتى أن الرجل يغطي وجهه وهو يمر كما تغطي المرأة وجهها ، العرب هم سادة الكرم ومنبع الجود وأس الشهامة ورأس الهرم في الجود والكرم ..
قبيلة عربية كان لهم اسم ولكنه ينطوي على شتم لتلك القبيلة وهمز لها ..
وكانوا يوصمون بالبخل ويعيرون بكل ما قبح من لفظ أو معنى وهم ( بنو أنف الناقة ) . حتى اتت امرأة سيد القبيلة وأشارت عليه بأن يعزم الأعشى ويكرمه ويحمل له من الهدايا والمكاسي ما ينبئ عن الكرم والجود ، فسار أبا بصير بعد أن أكرم من شيخ هذه القبيلة وألف فيهم قصيدة ذائعة رائعة حولت القبح جمالا والسوء حسنا وكان من ضمن أبياته قوله :
قومٌ هم الأنف والأذناب غيرهم .:.:.:.:.:. ومن يساوي بأنف الناقة الذنب ؟
فرفعهم بسبب هذا الإكرام إلى أعلى قمم الوجهة والسيادة وكل ذلك بسبب الكرم ..
في هذا الزمن ازداد الناس نعمة فازدادوا بخلا وصار كل شخص يغلق بابه فلا تجد باب مفتوح لضيف أو لسائل إلا من رحم ربك وهم ندرة الندرة ، بينماأجدادنا وآبائنا كانوا يسألون الله عزوجل أن يمن عليه بضيف يزورهم ليكرموه ولكنه اكرامه من عدم فلم يكن لديهم من المال الا الكفاف أو أقل ولكن الله كان يبارك لهم ويخلف عليهم ويزيدهم من واسع فضله وكم من دعوة كسير جائع أصلحت شأن أسرة بعد أن أكرموه وأجزلوا له الماء والغذاء والخلف على الله ..
حتى ولو لم يكن عندهم شيء كانوا يلقون الكلمة الطيبة ويلينون في الخطاب كما قال الشاعر:
أداعب ضيفي قبل إنزال رحله .:.:.:.:. ويخصب عند والمكان جديب ..
أخي الكريم أصبح الناس في غنى ولله الحمد وأصبح الكثير لا يلتفت إلى الطعام او يحمل همه وهذه من نعم الله عزوجل ولكني أرى أن بخل الأخلاق والكلمة الطيبة هو ما اعتور مجتمعنا وغزاه إذ تجد الكثير يلقى إليه السلام ولا يرد ويخاطب ولا يرد على من يخاطبه لأن البطر والكبر قد بلغ به كل مبلغ والله المستعان ..
الحديث في هذا الموضوع ذو شجون أشكرك أخي الكريم مذحج وقد أطلت ..
وفقك الله لكل خير ..