عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-2008, 10:53 AM
  #2
إبن ناشر
عضو متميز
 الصورة الرمزية إبن ناشر
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 854
إبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond reputeإبن ناشر has a reputation beyond repute
افتراضي رد : رفسنجاني في أبها: حوار حضارتين

الجمعة 9 جمادى الآخرة 1429هـ الموافق 13 يونيو 2008م العدد (2814) السنة الثامنة

كتاب اليوم

علي سعد الموسى
مع رفسنجاني في أبها: مخاوف حضارة
وكما أشرت بالأمس، فإن خطورة الانغلاق الثقافي تفضي إلى الجهل بحساسية الشعوب المقابلة وأنساقها الاجتماعية والسياسية، وفي المجمل هذا يؤدي إلى غباء القرار السياسي الذي تتخذه ثقافة ما في قلب الثقافة الأخرى وهو بالضبط ما يحصل اليوم بين الحضارتين العربية والفارسية. أعرف مسبقاً أن السيد هاشمي رفسنجاني رسالة طمأنة مثلما هو محمد خاتمي وجه اعتدال. لكنهما مجرد مسمارين في آلة قرار إيرانية هائلة وأحياناً يصيبنا الارتباك في التوفيق ما بين مواقفهما السياسية من العالم العربي وبين الرئيس أحمدي نجاد الذي كما يبدو (معنا) وضع عينيه على أعلى دماغه وارتفع كثيراً عن الأرض بقدميه.
أكثر أخطاء الثورة الإيرانية في حق العالم العربي كان مفهوم تصدير الثورة، والفكرة بحد ذاتها أكبر دليل على نتائج الانغلاق الثقافي تأثيراً في القرار السياسي. لا يمكن لثورة أن تنتشر أو تصدر إلا في المناخ الإثني والعقدي المناسب، وهنا اصطدمت أفكار الثورة بالسواد العربي السني فكانت فكرة تصدير الثورة مشتلاً هائلاً لأدبيات التطرف المذهبي التي وصلت حد التكفير. قبل مفهوم تصدير الثورة لم يكن سواد المذهبين على هذه الحدة في رفضهما لبعضهما البعض وقبل ذات المصطلح لم نكن نعي كثيراً فوارق المذهب ما بين السنة والشيعة.
أدركت إيران هذه الحقيقة بعد عقدين من الثورة فعمدت للحل البديل: خلق الاضطرابات لا تصدير الثورة. لم تهضم المؤسسة الدينية الإيرانية وجود الشيعي عربياً في قلب الخريطة العربية ولم تسأل نفسها: ماذا لو فعلنا معهم ذات الشيء وحركنا ذات الفعل في بلوشستان وكامل المنطقة الحيوية الإيرانية في الجنوب الغربي من خريطتهم حيث العصب الاقتصادي الجوهري. لكن المشكلة أن إيران تنجح في الحل البديل بشواهد وجودها في لبنان أكثر من لبنان وفي العراق حيث هي الحكومة المستترة وفي حركة الحوثيين اليمنية حيث الخنجر الدامي في قلب الجزيرة العربية.
والمؤسف المبكي، أن بعض الحركات العربية السنية، وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين تنجرف وراء هذه الدغدغة الإيرانية التي تحاول استلام الملف الفلسطيني بالنيابة عن الأمة العربية. والحقيقة التي لم تدركها حماس ولا خالد مشعل أن ذات الأدبيات الإيرانية لم تطلق تجاه إسرائيل خلال ستين عاماً طلقة واحدة ولم يسجل ذات التاريخ استشهاد فرد إيراني واحد قط في سبيل هذه القضية ولا أظن أنه حتى ستين سنة قادمة ستكسر هذه الحقيقة. كل هذا يحدث لأن إيران تتدخل وتتداخل في الشأن العربي تماماً مثلما يحاول الكفيف تطريز ثوب بين يديه. تتخذ إيران قرارها السياسي وهي لا تمتلك بالفعل معهداً واحداً أو قسماً جامعياً للدراسات العربية. هذه هي الحقيقة.
إبن ناشر غير متواجد حالياً