صالح محمد الشيحي


المجالس .. أمانات!

(طرت في العجة) كما يقول البعض، وطار معي عدد من الزملاء هنا و.. هناك!
ولسنا ملومين طالما أنها (عجة الثقة) التي تقتلع كل الظنون والشكوك.. تلك الثقة التي منحناها لزملائنا مراسلي الصحف فأصبحنا نثق ثقةً كبيرة بكل ما يقومون بجلبه من أخبار وأرقام وتصريحات!
صدقنا الخبر الصحفي الذي قدمه لنا أحد مراسلي الصحف المحلية حينما قال لنا إن منزل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) الأمير سعود بن ثنيان، قد توقف العمل فيه بسبب أزمة نقص الحديد!
غير أن الأمير نفسه نفى لي من خلال اتصال هاتفي جرى بيني وبينه، ما أورده ذلك المراسل الصحفي جملة وتفصيلا!
وكل ما هنالك حسبما يقول ـ أن جلسة ودية جمعته بمجموعة من رجال الأعمال في ينبع لبحث تطوير المدينة وجلب الاستثمارات لها، وتصادف أن طرح عليه سؤال حول موضوع ارتفاع أسعار الحديد .. فذكر أن الجميع يعانون من المشكلة، حتى هم في الشركة لديهم مبنى توقف العمل فيه بسبب ذلك..
غير أن المراسل قام بتحريف الحديث واستبدل مبنى الشركة بـ ( منزل الأمير) .. على الرغم من كون الأمير يسكن في منزله منذ زمن، حسبما علمنا متأخرين، وليس لديه أي منزل تحت الإنشاء!
ناهيك أن الجلسة كانت ودية، والمجالس كما يقول المثل أمانات!
كم من الأخبار والحكايات تتناهى إلى مسامعنا من أصحاب الشأن وتراودنا أنفسنا للانفراد بها لولا أن كرامة الإنسان تأبى عليه أن يغدر بالآخرين.. حتى تلك التي كنا نرى أهمية نشرها لا نفعل حتى نستأذن صاحبها فإما سمح ونشرناها أو رفض وقدرنا رفضه..
شتان بين عالم الصحافة وعوالم الجاسوسية.. وشتان بين الصدق الذي يُكسب الاحترام والتقدير ويحفظ للصحافة قيمتها.. وبين الكذب الذي يهز ثقة الناس بالسلطة الرابعة.


http://www.alwatan.com.sa/news/write...=5958&Rname=37


-----------------------

تحياتي لك أبا ياسر
أبو زيد