
رد : قحطــان .. خــلأل حكم ال رشيـــد .. ؟؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الضويري
ابن حشر اللذي تقصدة هوا حزام وكان مصدر تهديد لابن رشيد نفسة ولم يكن تابعا لاحد
|
شكرا لك أخي الكريم , أنا لم آت بشيء من عندي فكلامي ما هو الا نقل لما تذكره مصادر دارة الملك عبدالعزيز التي تعتمد التاريخ الرسمي للمملكة وهذه مذكرات تشارليز داوتي :
يتحدث داوتي عن لقائه مع الشيخ حزام وعن معركة دخنة في الفصلين الثاني والخامس عشر في الجزء الثاني من كتابه حيث كتب يقول:
أصبحت حائل الآن هي المركز لبادية الجزيرة على هذا الجانب من جبل طويق وفي محيط طريق الحج الشامي· وغالبا ما تصل السفارات من القبائل ممن ليسوا من أتباع الأمير ابن رشيد، ولكن ممن هم مضطرين، بشكل أو بآخر، للتعامل معه· وقد لفت نظري من بين هؤلاء الأعراب الغرباء أفراد من قبيلة قحطان، تلك السلالة العريقة المنحدرة من بلاد اليمن والتي تدعى عرب الجنوب -مثلما يدعى الفرع الإسماعيلي من سلالة إبراهيم عرب الشمال· ويستغرب هؤلاء الرجال إذا ما سمعوا أحدا يدعوهم بني قحطان· "هذي (كما يقولون) لغوة عنزه·" ولقد أكدوا لي أن جد قبيلتهم هو النبي هود وكان منشؤهم في جبال الطور في منطقة عسير· ويقولون بأن إسماعين أخو جدهم هود· ولا يعرف هؤلاء الرجال شيئا عن وجود قبر هود في الجنوب، وليس لديهم (بل يرون أن هذه أشبه بحكايات العجائز) أي خبر عن انهيار سد مأرب (والذي على إثره تقول الأسطورة بأن العرب القدامى انتشروا في عالم الجزيرة الصغير)· وأنشد لي أحدهم أهزوجة معروفة لكل قحطان منها البيت الذي يتحدث عن رمح هود الذي يشق الفضاء· وقد بادرني بعضهم سائلين "بالله عليك النصارى هم يعبدون الاصنام؟" ولا أعتقد أن هذه المفردة المأخوذة من الكتب معروفة لدى عرب الشمال· والقحطانيون الموجودون الآن في حائل مجموعتان· لقد جاءوا برفقة الشاب حزام (داوتي يكنبها حيزان، المترجم)، شيخهم المهيب، قادمين من القصيم ، تلك البلاد التي تغلغل فيها هذا الفرع من القبيلة خلال هاتين السنتين والتي تشمل في جزء منها ديرة عنزه التي هجرها ابن مجلاد بعدما أجلاهم منها عبيد بن رشيد· وعددهم مائتا بيت رحلوا من ديارهم في بلاد اليمن حيث لا تزال بقية القبيلة هناك .
والآن للمرة الثانية ترسل هذه القبيلة الجنوبية التي تجوس في ديار ابن رشيد تطلب الصلح من الأمير الشمري؛ لكن الأمير، الذي لم تكن لديه الرغبة أن تقطن نجد هذه القبيلة الشموسة التي لا يؤمَن جانبها، صرفهم قائلا لهم أن يرعوا في المنطقة كضيوف، على ألا يرتكبوا أي عمل يندمون عليه، لكن الأمير يعتبرهم غرباء لا يأخذ منهم الزكاة ولا يحميهم ضد القبائل الأخرى· وأجاب المندوب القحطاني "بالله عليك يامحفوظ أجل ما حنّاب حنا وايّاك عيال عم؟ ما همب الرشيد جعافره من عبدة شمر اللي هي من عبيدة قحطان؟" لكن الأمير محمد رد بحزم "حنا ما نعرفكم، لا لغوتكم لغوتنا ولا طبعكم طبعنا· انهجوا، لا حنا منكم ولا انتم منا، وحنا لا نعينكم ولا نعين عليكم·" وبحكم أنهم منبوذين لدى دولة الرياض، لأن خيانتهم كانت السبب وراء تصدع قوة الوهابيين القديمة، صارت قبائل نجد تتخطفهم، إضافة إلى عتيبة من الجنوب· وأصبح هؤلاء القحطانيون الدخلاء محاطين بالأعداء الأقوياء من كل جانب .
بدى لي هؤلاء الرجال يتكلمون بلهجة بدوية مفهومة لا تختلف كثيرا عن كلام بدو نجد، عدا أنهم ربما يكونون أكثر فصاحة وبيانا·حينما كانوا لا يزالون يقطنون في الجنوب كانوا يجلبون مؤونتهم من التمر من وادي الدواسر· قال لي أحدهم إن نخيل الوادي تبعد عنهم مسافة ثلاث رحلات على البعير، على أن لا تتخللها وقفات طويلة· وقال لي بأن الوادي منخفض رملي ومياهه جوفية· وأضاف أن أهل الوادي أناس طيبون "يكرمون الضيف"· لكن خلافاتهم هي التي دمّرت بلادهم، حيث أن النزاعات لا تنتهي بين القرى المتجاورة· وتقع الأفلاج (جمع فلج، كما يزعم العلماء والتي تعني فيما تعنيه الصدع في الجبل) في جبل طويق وسكانها من الدواسر· وعد لي من الرياض إلى الأفلاج ثلاث وإلى وادي بيشة اثنتي عشر رحلة على الذلول وسمى لي المحطات التي على الطريق وهي الفرع والسليل وليلى والبدع والسلي والهدا والحمر والسيح· وسألني بعضهم إذا ما كنت قد سمعت عن قصر ابن شداد· وتوجد في بلادهم بقر الوحش، والتي يسمونها أيضا وضيحي· ولم ألحظ أبدا ما يميز هؤلاء القحطانيين عن بقية البدو الذين عرفتهم· كانت بشرتهم فاتحة، وليست سمراء، كما هو الحال بالنسبة لغالبية عرب الشمال .
القحطانيون الذي كنت أحادثهم في المِـشَـبّ كانوا مسرورين لسماعي أؤكد عراقة أصلهم ونبلهم وعلى مسامع رجال القبائل النجدية والذين، حتى تلك اللحظة، لم يكونوا يعرفون شيئا عن هذا الأمر· ودعاني الرجال لزيارتهم في محل إقامتهم وقت المساء حينما يجتمعون مع شيخهم لشرب القهوة· لم يكن هؤلاء القحطانيون يرتادون مضيف ابن رشيد العام في قصره إما لأنهم يرون في شرب الدخان عادة سيئة لا يطيقونها أو لأن معظم من يرتادون المضيف من القبائل المعادية لهم· ويشربون قهوة الصباح والظهر والمساء لوحدهم في محل إقامتهم، لكن البن يأتيهم من مطبخ الأمير· وبعد العشاء ذهبت إليهم وحالما رآني شيخهم الشاب حزام طلب مني أن أجلس بجانبه على الجاعد الذي يجلس عليه وبحركة نبيلة صرف إلي فنجال القهوة لآخذه أنا الأول· كان شابا وسيما، ترى الرجولة في وجهه وفي هيئته، لم أر فيه شيئا يود المرء لو أنه على غير ما كان· كان درّة بين الرجال الذين قابلتهم في بلاد العرب· ولم يظهر عليه مس الحاجة في الخلا· تبدو على محياه سمات الشجاعة المبهرة مع مسحة من ضراوة الشباب· ولم تكن قد ظهرت بعد شعيرات اللحية على وجهه الغض الجسور· ويكمل وسامته ظفيرتين تتدليان على جانبيه من أطول وأجمل الظفائر التي رأيتها بين هؤلاء العرب· كان ضخم الجثة وأطرافه قوية· لكن حياته لن تطول .