
رد : شلالات قلوبنا ...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن العاصي
شلالات قلوبنا ...
كما في الطبيعة شلالات لهما من الجمال والسحر الشيء الكثير
تنحدر من الجبال وتنحت طريقها إلى الأماكن المنخفضة تاركة طريقا
أملس وألوان جذابة وصوت تطرب له الأذان ...
الله ما أجملها وما أروعها وسبحان خالقها ...
حين الجلوس بقرب هذه الشلالات الطبيعية تجدها تحتضن فكرك
وتنادي خيالك للأفق البعيد ...
وتجعلك تثير تساؤلا ...
هل هناك شلالات في قلوبنا ؟؟!!
تدفعنا للعطاء دون انتظار الرد ...
تمنحنا الجمال دون انتظار الشكر ...
تجعل ممن يجالسك ونيس دون ملل ...
نريد شلالات تتدفق من النبع الصافي إن شرب منه الظمآن ارتوى
وإن اغتسل منه نَظَفَهُ وبلل جسده بكرياتْ الندى ...
وإن سامره بالليل عَشِقَهُ على ضوء القمر ...
شلالات قلوبنا ودمائنا تسير في أجسادنا ناقلة حب الخير وحسن الظن
والصفح عن المسيء وتلمس العذر للغير ...
عقيدتنا الإسلامية تحضنا على ذلك وبها سَعِدَ الآخرون وعاشوا مواطن
الإيمان وفخر الانتصار ...
حينما تنحدر هذه الشلالات من قمم الجبال تزرع البسمة وتروي عروق
الأشجار التي تمر عليها ...
فكيف بشلالات البشر ؟؟
الجمال والمحبة والإخاء بأيدينا وزراعتها بابتسامة الرضا
والكلمة الطيبة والملمس الحاني ...
لماذا لا تكون شلالات قلوبنا أعلا وأرفع من شلالات أنجل حيث ارتفاعها
يبلغ 979م وهذا الارتفاع الشاهق يجعل المياه قبل أن تصل إلى الأرض
تتحول إلى ضباب ...
انسياب المياه من هذه الشلالات يجعلنا نتخيل أنها ستارة خلفها من العطاء الخير الكثير ...
هذه قلوبنا بشلالاتها الإنسانية المتدفقة والضامة لنا بين شرايين السعادة
وأوردة الأخوة وماؤها دمائنا التي تسير في شعيرات عيوننا ...
إذا لنجعل العطاء متدفق ومستمر كهذه الشلالات وأن قلت
في صيفها فإنها تزيد في شتائها والعكس كذلك ...
شلالات قلوبنا ..
تتدفق هذه الشلالات ليل نهار وفي اتجاه واحد يعطينا الأمل إن الاستمرار
في التوجيه والإرشاد وتهذيب الأخلاق باستمرار يكون بإذن الله
له مخرجات نرضى عنها وتصنع لنا جيلاً ومستقبلا مبهرا بإذن الله ...
حينما تتحد الرواء وتتضافر الجهود وتكون الرسالة سامية ننهض بالتفكير
والعمق النفسي نحو الاتزان والتميز ...
هل لنا أن نبني منصات الشرف والتتويج على شواطئ شلالات قلوبنا
ليزورها المميزين والباحثين عن السعادة والاستقرار ...
ودمتم بود ..
|
أستاذي القدير .. ابن العاصي
لقد أخذتنا في جولة الشلالات الجميلة .. وتدفقها بالشكل الانسيابي الرائع ... وروعة جمالها الآخذ ..
وكأنني أرى ذلك الشلال وأتخيله ... مررت بنا بشلالات الطبيعة ثم شبهت القلوب الناصعة الجميلة بتلك الشلالات وان تدفقها يعني الشيء الكثير للغير منا .. فكما للطبيعة من خيرات لكل ما يجول ويحول فيها .. فنحن البشر كذلك لنا طبيعة القلوب النظيفة .. إن أردنا ذلك والعكس إن راوغنا عن الحقيقية ... إن شلالات القلوب حين تتحد تشكل لوحة جميلة .. فيها عطاء .نقاء .راحة نفسية .أدب .خلق .محبة .تقدير ... الخ.
أخي الكريم .. لقد أبحرت في هذا المقال الرائع بروعة أستاذنا المبدع ابن العاصي ... أسعدك الله وجعل أيامك وقلبك طاهراًَ ناصعاَ جميلاً كجمال شلالات الطبيعة.
__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »