الـبرقية التاسعـــة ..
( وَإِنَّ جُـنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِـبُونَ) ..
( إِنَّا لَنَنْصُـرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُـوا فِي الْحَيَـاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُـومُ الْأَشْهَادُ) ..
لاحـظ قوله تعالى ( في الحـياة الـدنيا )
وهـذا وعـد حـق صــادق غير مكـذوب ..
فـأي قـوة تحـمل شعـار أمـتنا ثم تنكـسر وتنهـزم أمـام أعدائها .. فهي لا تكـون في تلك الحـرب قد قاتلت باسـم الله ، ولم تكن جـندا من جنده سبحانه ..
ومثل تلك القوة لا يُحزن عليها إن هي انهزمت أو انكـسرت ..
بل لعـل في انكـسارها خيرا حـيث يخرج من بعـدها من يعي الـدرس ، ويحـمل الراية بصـدق فيتنـزل عليه النـصر الذي وعـد الله به المـؤمنين ..
الـبرقية العـاشـــرة..
في السـيرة النـبوية المعـطرة كان هنـاك درس يتكرر مــرارا .. ولكـنا قوم لا نقـرأ .. وإذا قـرأنا لا نكـاد نفهـم .. ومن يفهـم منا قد لا يطـبق !!
هـذا الـدرس هو :
أنه كـلما اشـتد البـلاء ، وضـاق الـخناق ، وادلهـمت الأمـور ، واحـلولكـت الشـدة .. كـان رسـول الله صلى الله عليه وسلم (( يـبشر )) بالنصـر ..!
وكـان ( المنـافقون ) يسخـرون من هـذه البشـارات التي لا يلـوح لها بصـيص ضـوء في الأفـق ..!
ذلك لأنـهم عـميان بصـيرة فـكيف يرون مـا يراه المبصـرون !؟
ومن ثم استطالـت ألـسنتهم بالسخـرية والتندر مما يسمعـون من بشـارات !!
ولكـن بشـارات رسول الله تتحقـق كـما بشـر ..
( وَإِذْ يَقُـولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُـلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُـرُوراً)
فقـس نفـسك : هل أنت ممـن في قـلوبهم مـرض النفـاق !؟
إذن مصـيبتك أعـظم من مصـيبة أهل العـراق وفلـسطين !؟
أمـا المـؤمن الصــادق فهو كـما وصفـه الله :
( وَلَمَّـا رَأى الْمُؤْمِـنُونَ الْأَحْزَابَ قَـالُوا هَذَا مَا وَعَـدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَـدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُـمْ إِلَّا إِيمَـاناً وَتَسْلِيماً) ..
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري