سليمان هتلان.. هذا الرائع الذي يفتخر به أهله وقبيلته ومدينته ووطنه
لي مع هذا المبدع قصة تستحق السرد
درست في جامعة الملك سعود في الرياض في فترة تزامنت مع دراسته في نفس الجامعة
كان يكتب في (رسالة الجامعة) مقالات تشدني بقوة
لم أكن أعرف الرجل، لكن كوني كنت أعرف أن الأسم من مكان ما في بلاد قحطان، كان أمر كافياُ لجلب مشاعر التعاطف ناحيته
بقي هذا الاسم في الذاكرة ولم يبرحها
وبعد فترة، وأثناء دراسة اللغة الانجليزية في معهد الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة، كان في نفس الفصل شاب مختلف، هادئ الطبع، قليل الكلام، قليل الاختلاط بالطلاب العرب، يحمل صحيفة باللغة الانجليزية لا تفارقه، اسمه سليمان القحطاني
ورغم انه لم يكن يحب الاختلاط، كانت تجبره ثقافة القبيلة على الحديث معي
وبعد فترة سألني أحد الأخوة هل تعرف سليمان هتلان، إنه يدرس معك في نفس الجامعة
قلت أنا أعرف الرجل بالإسم بصفته كاتب يعجبني من أيام الدراسة في جامعة الملك سعود
فأكد محدثي أنه هو، وحين قابلت سليمان، قلت له يا رجل أنا أحد المعجبين بك فكيف استطعت التمويه علي باخفاء هتلان من اسمك
وعرفت قصة بعثته، لقد أرسلته صحيفته في دورة قصيرة، طورها بجهوده الذاتيه حتى حصل على الدكتوراه
وفي يوم ما قرر ثلاثة من الطلاب (سليمان، وأرمك سعودبايف، وأنا) الذهاب إلى جامعة مرشال، لكن سليمان كان الوحيد الذي نفذ القرار، وذهب إلى هناك، وبقيت في نفس جامعتي
في فترة وجيزة، وفي أحد الأيام، قرأت أنه حرر الصفحة الأولى في جريدة جامعة مرشال، وهنا أيقتنت أن الرجل يملك قدرات صحفية غير عادية
وفي فترة وجيزة أيضاً حصل على الماجستير ثم أتبعها بالدكتوراه
وبعد أن أوجس الموظفين ريبة من قدراته، لم يحد بداً من الذهاب للعمل باحثاً في واحدة من أعرق الجامعات في العالم (جامعة هارفرد)
وصادف وجوده هناك حادثة الحادي عشر من سبتمبر، فدافع عن المملكة العربية السعودية دفاعاً متمكن في كبريات الصحف الأمريكية ووسائل الإعلام المختلفة
واصبح من القلائل في أمريكا الذين يلجأ لهم الإعلام الأمريكي عند حاجته لمعرفة ما خفي عليه عن المملكة العربية السعودية
واستمرت معي متعة قراءة سليمان هتلان القديمة عند قراءته في صحيفة الوطن السعودية
وتوالت نجاحات الرجل حتى حصل على منصبه الأخير
وقدرات الرجل أكبر من ذلك، وليت الموظفين يعلمون
سليمان هتلان.. رجل يملك ما لا يملكه غيره
إنه يملك الطيف الأعرض من الثقافة
ثقافة تمتد من ثقافة القبيلة في اليمين حتى ثقافة اليمين الأمريكي في اليسار
ولذلك فحين يلجأ له الإعلام الغربي (الأمريكي بشكل خاص) يجد دائماً الإجابة
تحياتي لهذا العصامي
وليت الموظفين يعلمون